تعدّ الأبقار من أكثر الحيوانات التي عاشت مع الإنسان منذ العصور القديمة، حيث تم ذكرها في القرآن الكريم في قصة سيدنا موسى عليه السّلام، وما زال الإنسان يعتمد عليها في الكثير من مجالات الحياة، وتعتبر الأبقار مصدراً أساسياً يعتمد عليه الإنسان في الحصول على الحليب بكمياتٍ كبيرةٍ، وكذلك كانت تستخدم قديماً وإلى اليوم في حراثة الأراضي الزّراعيّة، وفي جر العربات، وعدا عن ذلك هي ثروة للأسر في الكثير من المجتمعات بعدد الأبقار التي تمتلكها هذه الأسرة.
عند الحديث عن الأبقار هناك أنواعٌ متعددةٌ من الأبقار تختلف من حيث الشّكل والحجم واللون، ونذكر إنّ جسم البقر مقارنة مع الحيوانات التي يربيها الإنسان هو ضخمٌ، حيث يصل طول البقرة الواحدة واحد ونصف المتر، ويتراوح وزن البقرة الواحدة حوالي الألف كيلو غرام، ونلاحظ أنّ هذا الجسم الكبير يغطيه الكثير من الشّعر، فالبقر من الحيوانات التي يغطي أجسامها الشّعر القصير الكثيف، ولون شعر البقر يختلف حسب نوع الأبقار فهناك أنواعاً يتميز لون شعرها بالأحمر، وبعضها يتفاوت ما بين الأسود والأبيض، ويعتبر البقر متعدد السّلالات، ونذكر من هذه السّلالات هو البقر البلدي، وهو البقر الأكثر انتشاراً في دول العالم ويتميز بلونه الأبيض والأسود واللون الأحمر وبشعره القصير الكثيف، وسلالة أبقار جالوي وهذه السّلالة تعيش في أسكتلندا ذات الجو البارد جداً، ولذلك يغطي جسمها الشّعر الطّويل الخشن ليحمي جسمها من البرد القارس، وسلالة البقر الهولندي الأوسع شهرةً بين الأبقار، وتتميز هذا الأبقار بلون شعرها الأحمر الكامل، وأحياناً الأبيض مع الأحمر، والأبيض مع الأسود.
تعتمد الأبقار في غذائها على الأعشاب؛ ولذلك فهيّ تفضّل العيش والرّعي في الأماكن التي تكثر فيها الأعشاب الطّبيعيّة مثل المراعي والّسهول الخضراء وتعدّ الأرياف المكان المثالي لها، وسنتحدث عن الطّريقة التي يتناول بها البقر الأعشاب فغالباً نرى البقر يحرك رأسه داخل الأعشاب ويجزه جزاً، فما السبب في ذلك؟.
نلاحظ أنّ تركيب أسنان البقر مختلفاً بعض الشّيء عن الحيوانات الأخرى التي تتناول الأعشاب، فالبقر لا يحتوي فكه العلوي على قواطع أمامية على عكس الحيوانات الأخرى، ولذلك تعتمد على أضراس فكّها السّفلي في جز الأعشاب عندما تحرك رأسها داخل العشب، وأيضاً عملية مضغ الطّعام داخل جسم البقرة تكون على مرحلتين، فالمرحلة الأولى تبلعه ويمر بعمليات كيميائية حتى يصبح طرياً، ومن ثم يرجع مرة أخرى إلى فم البقرة، ويمضغ جيداً ويرجع إلى المعدة مرة أخرى حتى يمر بعمليات كيميائية أخرى يستفيد منه جسم البقرة، وتسمى هذه العملية هي اجترار الطّعام، ونشير أيضاً إلى أنّ معدة البقرة مقسمة إلى أربعة أقسام، وكل قسم يقوم بوظيفة معينة بإفراز مواد كيمايئية مختلفة في كل مرحلة يمرّ الطّعام به.