تتميّز لحوم الأسماك بفائدتها العالية لجسم الإنسان من حيث احتوائها على عناصر مهمّةٍ لصحّة الجسم كاليود و الأحماض الأمينيّة و الفسفور ، إلى جانب ما يتمتّع به لحم الأسماك من سهولة في الهضم ، قال تعالى ( وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لحماً طريّاً ) ، و تمتلئ البحار و المحيطات بأنواعٍ مختلفةٍ من الأسماك تشكّل ثورةً غذائيّةً لكثير من البلدان و خصوصا السّاحليّة منها ، حيث يعتمد النّاس فيها على لحوم الأسماك كثيراً ، كما تصدّر كثيرٌ من البلدان الأسماك و تعدّ مصدراً للدّخل القوميّ فيها ، و تتأقلم الأسماك في ماء البحار و المحيطات بما حباها الله من قدرات ، فخياشيم السّمكة تدخل الماء إلى جوفها لتتمكّن السّمكة من فصل الأوكسجين من الماء و من ثمّ إخراجه مرةً ثانيةً في آليّة عجيبةٍ تدلّ على قدرة الله سبحانه و عظمته .
و قد عرف الإنسان قديماً الأسماك بحكم الفطرة التي فطر الله النّاس عليها ، حيث يسعى الإنسان بطبعه و فطرته للالبحث عن الطّعام لتأمين قوته و قوت عياله ، و قد وجد الكثير ضالتهم في ثورة البحار و المحيطات ، و قد عرف الصّينيون طرقاً لصيد الأسماك قبل ما يقارب أربعة آلاف سنة من خلال الصّنارة الخشبيّة ، و قد تطوّر الأمر فيما بعد ليبتكر الصّيادين أساليب و معداتٍ جديدةٍ ، و لكن تبقى الصّنارة هي الطّريقة التّقليديّة لصيد الأسماك حيث تتكوّن من قصبةٍ خشبيّةٍ أو معدنيّةٍ ، و ماكينة ، و خيط الصّنارة الذي غالباً ما يصنع من مادة النّايلون ، و الخطّاف الذي يتمّ من خلاله وضع الطّعم للسّمكة لإيقاعها في الشّرك ، و الطّعم المستخدم في الصّنارة قد يكون طبيعيّاً كالدّيدان ، و قد يكون صناعيّاً كالمعادن المختلفة التي يوهم بها الصّياد السّمكة و يخدعها ، و هناك شباك الصّيد مثل الطاروف التي استخدمها الكويتيون في رحلات الصّيد قديماً حيث كانت توضع في أماكن قريبةٍ من الشّاطئ ، حيث يتراوح عمق البحر ما يقارب ثلاثة أمتار ، و تستخدم هذه الطّريقة لصيد الأسماك بكميّةٍ كبيرةٍ و يصطاد بها أسماك الميد و السبيطي و غيرها .
و يبقى أن نقول أنّ صيد الأسماك يشكّل للبعض هوايةً و وسيلةً للتّنفيس عن أنفسهم بالخروج لشاطئ البحر و التّأمل ، و تشكّل رحلات الصّيد فرصةً للالتقاء بالأصدقاء و الاستمتاع بجو الطّبيعة و سحرها .