الخُفّاش هو عبارة عن نوع من أنواع الحيوانات الثديّة التي لديها القدّرة على الطيران بسرعة ولمسافات طويلّة، وذلك كونها تمتلك الأجنحة وبهذا تكون النوع الوحيد من الثديات التي لديها هذه المقدّرة. يُطلق على الخُفّاش أسماء مُتعددة ومنها اسم الوطواط والخفدّود، وقد بينت الأحافير التي تَمّ العثور عليها على أنّ هذا الحيوان كان مُتواجداً على أرضنا الحبيبّة منذ حوالي خمسين مليون سنة.
تُشكل الخفافيش ما يُقارب حوالي الربع من عدد أنواع الثديّات الآخرى، فهناك ألف نوع منها في وقتنا الحاضر بمُختلف أحجامها وطريقة تغذيتها. والخفافيش تُقسم بشكل رئيسيّ إلى نوعين وأولهما الخفافيش الصغيرة أو microbats وهي أكثر أنواع الخفافيش تواجداً وانتشاراً وهذه تأكل أنواع مُتعددة من الطعام من الأسماك والحيونات الصعيرة الآخرى. والنوع الثاني هو الخفافيش الكبيرة أو megabats وهذه تُعرف بأنّها من أكلة الفواكه وهي مُتواجدة في المناطق الإستوائيّة الحارة كالهند و إفريقيا وكذلك أستراليا وأيضاً تتواجد في المناطق الباردة. وتنقل الخفافيش إلى الإنسان أو الحيوانات داء الكلّب أو السُعّار إذا ما عضته.
تُحب الخفافيش التجوال ليلاً أو خلال الأوقات المُظلمة نوعاً ما مثل بداية ظهور الفجر، فهي تستطيع الرؤيّة جيداً في الأماكن المُظلمة أو الأماكن قليلة الضوء اعتماداً على نوعها، وهي تخرج ليلاً لكي تصطاد بسهولة. وقد وجد أنّ الخفافيش تقدم العديد من الفوائد لطبيعة، فهي تُساعد على نقل حبوب اللقاح بين الأشجار وبذلك فهي تُساعد على تلقيحها ومنها أشجار المانجو مثلاً والموز وغيرها، وهي أيضاً تُخلصنا من الحشرات الليليّة المُزعجة وكما أنّها توفر سماداً غنيّاً بالمواد النيتروجينيّة لتربة.
يغطي الخفاش فرو طويل وناعم جداً ويكون له في الغالب اللون الرماديّ إلا أنّ هناك أنواع آخرى تمتلك غير هذا اللون لفرائها كاللون الأبيض والأسود وغيرها وهناك بعض الأنواع التي لا يُغطي جلدها الفرو مُطلقاً، وللفرو فوائد مُتعددة فهو يستخدم بشكل رئيسيّ لتدفئة والشعر الذي يغطي الوجه وغيرها من الأماكن المكشوفة يستخدم كنوع من الرادار للخفاش فهو ينقل إليه التأثيرات الحسيّة. ووجه الخفاش قد يكون طويلاً ومسحوباً من ناحية الفم كتعرف ما هو الحال مع الكلاب والثعالب والذئاب مثل خفاش الفاكهة، أو قد يكون أطفساً وأنفه قصير يشبه الخنزير كالخفاش الذي يُلقب بمصاص الدماء. تتصل أجنحة الخفافيش بعظام اليد والجناح الواحد يتكون من طبقتين اثنين من الجلد وله مخلب في الإبهام والذي يكون حراً لكي يستطيع التمسك الأشجار والسقف والحائط. هناك بعض الخفافيش التي ليس لها ذيل والبعض الآخر يكون ذيلها قصيراً أو طويلاً قد يصل إلى طوله جسمها.