كتاب فتح الباري على شرح البخاري
يعّد كتاب فتح الباري من أعظم الكتب التي تطرقّت لتفسير الحديث التي أجمع عليها صحيح البخاري، حيث قدّم الحافظ ابن حجر العسقلاني كتابه هذا متضمناً أكثر الأحاديث صحّة، فحظي هذا الكتاب بمنزلة عظيمة في تاريخ تفسير الأحاديث النبوية الصحيحة التي اعتمدها من كتاب الجامع الصحيح للإمام البخاري، ويعود تاريخ تأليف الكتاب إلى سنة817 للهجرة، واستغرق تأليفه ما يفوق خمسة وعشرين عاماً فانتهى من تأليفه في سنة842 للهجرة.
ابن حجر العسقلاني
هو أمير المؤمنين في الحديث، وهو شهاب الدين أحمد بن علي بن العسقلاني الكناني، ينتمي للمذهب الشافعي، وهو من أصول مصرية إذ ولد في مدينة القاهرة في الثالث والعشرين من شهر شعبان من سنة 773 للهجرة، وبلغ جُلّ اهتمامه في علم الحديث، وكان من أبرز ممن تأثر بهم هو ابن الملقّن وعبد الرحيم العراقي.
حياة العسقلاني
نشأ ابن حجر العسقلاني وترعرع في مسقط رأسه في كنف قبيلة كنانة بن خزيمة التي كانت تقطن مدينة القاهرة، ويذكر بأن أصوله تنحدر من مدينة عسقلان، وعاش في ظل أسرة متعلمة فكان والده عالماً أديباً، توفي والده وهو حدث صغير فتكفّل بتنشئته زكي الدين الخروبي أحد أقاربه، التحق ابن حجر بكُتّاب القاهرة وتمكن من حفظ القرآن الكريم كاملاً عند الثانية عشر من عمره.
تعليم العسقلاني
انتقل ابن حجر إلى مكة المكرمة ليكمل تعليمه، وكان ذلك في سنة 785 للهجرة فأكمل تعليمه بعلم الحديث، وتتلمذ على يد الشيخ عبد الله بن سليمان النشاوري، واستمع إلى الشيخ جمال الدين بن ظهيرة هناك، وعاود أدراجه بعد ذلك إلى مصر، فتتلمذ هناك على يد الحافظ عبد الرحيم العراقي لدراسة الحديث الشريف، وتلقى علومه في الفقه الشافعي على يد الشيخين ابن الملقّن والعز جماعة، وتلقّى أيضاً علومه في علم الأصول والعلوم الآلية وجمع الجموع وغيرها.
تنقّل بين بلاد الشام والحجاز فاليمن ثم مكة، وأخيراً استوطن في فلسطين، وجاب مدنها ليلتقي العلماء هناك ويتعلم منهم، فالتقى بأحمد بن محمد الخليلي في غزة، والقلقشندي في بيت المقدس، وأحمد بن محمد الأيكي في الرملة وغيرهم الكثير.
مؤلفات العسقلاني
ترك ابن حجر العسقلاني ما يفوق مئة وخمسين كتاباً ومن أهمها: فتح الباري شرح صحيح البخاري الذي يتألف من خمسة عشر مجلداً، وكتاب الإصابة في تمييز الصحابة، وتهذيب التهذيب، والمطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية، والدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة.