الكتب هي وسيلة حفظ المعلومات والتي يتم تناقلها جيلاً بعد جيل، فهي الذاكرة التي تخزن فيها عملية تطور الفكر الإنساني عبر العقود والسنين المتتالية، لهذا فهي شيء هام جداً في الحياة، و من هنا فالكتب تعمل على توسيع المدارك والمعرفة إذ انها تعرفنا على كافة الأمور التي يتوجب علينا التعرف عليها والتي تهمنا في حياتنا.
وحتى يكون الكتاب مميزاً وجاذباً للقراء، يتوجب العناية فيه و في طريقة تقديمه، والكتب اليوم قد تطورت من هذه الناحية وشهدت قفزات نوعية فقد أضيفت إليها طرق ووسائل الطباعة الجديدة وأصبحت صفحاتها اجمل وافضل كما أن التغليف أصبح اجمل وافضل و أقوى، ولكن وفي الجهة المقابلة ومع انتشار الوسائل التكنولوجية المتطورة، فإن الكتاب الالكتروني ينافس اليوم الكتاب الورقي، و لكن ومع هذا يبقى للكتاب الورقي رونقه وجماله الخاص.
و حتى يؤدي الكتاب غايته، يتوجب على الكاتب أن يضع مقدمة تناسب محتوى الكتاب، فالمقدمة و من اسمها، فإنها تهدف إلى أن يكون هناك معرفة بسيطة بمحتوى الكتاب وجوه العام، لهذا السبب فالمقدمة يتوجب أن تكون متميزة، ومحققة لغايتها.
حتى تحقق المقدمة غايتها يجب أن يكون هناك عناية خاصة بترتيب أفكارها و جملها، ففي مقدمة المقمة يجب أن يدخل الكاتب القارئ في الفلك الذي تدور حوله فكرة الكتاب، ثم يتبعها وبطريقة متناسقة فيها تمهيد إلى الفكرة الرئيسية التي يتضمنها محتوى الكتاب، كما يجب على الكاتب أن يعرف القارئ في الدوافع التي دفعته إلى تأليف الكتاب، ثم يتوجب على الكاتب أن يعمل على توضيح المواضيع التي سيذكرها في كتابه إضافة إلى الأمور المتعلقة بهذا الكتاب. هذه هي النقاط التي يتوجب ذكرها في مقدمة الكتاب. أما الأمور التي يتوجب على الكاتب أن يراعيها أثناء كتابته للمقدمة فمنها أن يعمل الكاتب على تنسيق أفكاره وأن لا يعطي نقاطاً مفصلة عن محتويات الكتاب وفي نفس الوقت أن لا يدخل في مواضيع بعيدة عن الكتاب وإنما يجب أن يكون معتدلاً بين هذا وذاك، كما يتوجب عليه عند كتابة المقدمة أن يراعي مسألة الاختصار، فالمقدمة يجب أن تكون مختصرة جامعة لكل الأفكار، فهي تمهيد للكتاب وليست الكتاب نفسه.
أما بالنسبة للقارئ فمن الضروري له أن يهتم جداً بالمقدمة وان يعيها جيداً حيث أنها تعطي فهماً مبدئياً عن جو الكتاب العام وعن الفكرة التي يغطيها، وهي ليست شيئاً زائداً لا قيمة له بل هي مكون أساسي من المكونات.