كتاب ألف ليلة وليلة هو أحد أشهر الكتب النثريّة في العالم أجمع، ولا تكاد تخلو ثقافة أو دولة أو مثقّف لم يلجأ إلى ألف ليلة وليلة من أجل البحث أو الدّراسة أو حتى القراءة من أجل المتعة، تدور حكايات الكتاب حول العديد من الأحداث والقصص الخياليّة التي تدور في إطار حكاية الزوجة شهرزاد كلّ ليلة إلى الملك شهريار من أجل الحفاظ على نفسها من الموت؛ حيث إنّ شهريار كان قد اكتشف خيانة زوجته، ولذلك قرّر قتلها والزواج كلّ يوم بواحدة، وقتلها في آخر ليلة الزواج.
تعتبر قصّة شهريار وشهرزاد هي القصة الرئيسيّة، أو كما يدعونها بالقصة الإطارية، ومن خلال تلك القصة تدور كلّ الأحداث في الكتاب التي في بعض الأحيان احتوت قصصاً صغيرة داخل قصص أخرى تظهر وتنتهي سريعاً. ويحتوي كذلك على العديد من القصص المشهورة في الثقافة العربيّة بصفة عامّة مثل: قصص علي بابا والأربعين حرامي، والسندباد البحري، وعلاء الدين والمصباح السحري.
إنّ مؤلّف كتاب ألف ليلة وليلة غير معلوم؛ لأنّ الكتاب ليس من عمل شخص واحد؛ بل هو تجميع للحكايات الشعبية التي سادت المنطقة العربية والفارسيّة والعراقيّة والمصريّة والهنديّة، ومجموع تلك المناطق يمثل أغلب العالم القديم تقريباً إذا ما استثنينا منه الصين، وأغلب القصص في الكتاب هي القصص التي وردت شعبيّاً في مناطق جنوب آسيا وغربها؛ حيث سادت الحضارات الفارسيّة وحضارة بلاد الرافدين. وتمّت ترجمة الكتاب إلى اللغة الإنجليزيّة تحت عنوان الليالي العربية في بدايات القرن الثامن عشر الميلادي.
ومن المرجّح أنّ العمل الّذي يسمّى ألف ليلة وليلة كما يرى العديد من الباحثين قد تمّ تجميعه ووضعه في إطار واحد تحت قصّة شهرزاد وشهريار التي كانت تعرف في الأدب الفارسي البهلوي "هزار أفسان"، والتي تعني بالعربيّة ألف خرافة. وذل لأنّ تلك القصة كانت في عصور الساسانيين، في حين وردت في الكتاب حكايات ذكر فيها الخليفة العبّاسي هارون الرشيد ووزيره جعفر البرمكي، مما يدّل على أن الكتاب قد تمّت زيادته وإمداده بالقصص والحكايات على مدار المئات من السنوات، وعلى يد العديد من الحكّائين والمترجمين.
يغلب على كتاب ألف ليلة وليلة النمط النثري في الكتابة، وذلك يرجع للتأثيرات الفارسيّة والهندية، إلّا أنّه يوجد في وسط الكتاب العديد من الأشعار الّتي تعبّر عن الثقافة العربيّة التي وضعت فيها تلك الحكايات. وقد تمّت ترجمة الكتاب إلى جميع لغات العالم تقريباً، وما زال يحظى حتى الآن بالاهتمام من قبل القرّاء والباحثين.