يتصف مجتمع النحل بالإنتظام العالي والذي لا يوجد له مثيل على سطح الأرض، حيث يعمل كل فرد من أفراد الخلية على القيام بأعماله المطلوبه منه على أكمل وجه دون كللٍ أو ملل،حيث يعرف كل فرد من أفراد الخلية الواجبات المنوطه به والتي يجب عليه القيام بها وفي الوقت المحدد، الأمر الذي يجعل خلية النحل واحدة من أكثر الأماكن انتظاماً ودقة على سطح الأرض.
ويبدأ النحل برحلاته اليومية من أجل جمع الغذاء اللازم لأفراد الخلية حيث تعمل العاملات على الخروج وجني الرحيق من أماكن مختلفة ثم تعود به للخليه ليتسنى لها تكوين العسل اللازم لها كغذاء،وتكون الملكة العنصر الأهم في هذه المستعمرة ،فهي التي تقود الأمور وتنظمها وتراقب الأعمال التي يقوم بها كل فرد من أـفراد المجموعة حيث تشرف على العمل المنوط بالعاملات وتقوم هي بوضع البيوض وتعمل هذه العاملات على الحفاظ على هذه البيوض.
نلاحظ أن العلاقه بين أفراد النحل في مجتمعه الصغير حجماً والكبير تنظيماً هي علاقة تشاركية تفاعلية يؤدي كل منهم فيها دوره على أكمل وجه فالملكة تضع البيوض ،وتعمل الذكور على تلقيح الملكة وتقوم العاملات بخدمة الخلية كاملة والقيام بجني الرحيق من الخارج لتكوين العسل،فلا بد لنا من الإعتبار من مثل هذه الحياة الراقية التي تمثل أعلى درجات التنظيم .
إن العلاقة التي تتصف بملامحها الكاملة من ناحية معرفة كل فرد من الأفراد للواجبات المترتبة عليه،والقيام بها على أتم وجه بالإضافه الى الإلتزام التام بالقوانين السائدة في هذه المملكة تدعنا للتفكر في عظمة الخالق ،وكذلك يجب علينا تطبيق مثل هذا النظام في حياتنا اليومية حيث خلقنا الله سبحانه وتعالى بميزةٍ عظيمة عن كل المخلوقات وهي العقل وعلى الرغم من وجوده نمثل نحن البشر أكثر المجتمعات فوضوية ،فالأجدر بنا نحن الذين لدينا هذه النعمة العظيمة أن نكون أكثر تنظيماً.