أين كان يعيش قوم لوط
إن الله سبحانه وتعالى بعث بمجموعة من الرسل على البشرية منذ بداية العيش على الأرض، وذلك ليقوموا على عبادته وحده لا شريك له وبأن يقيموا حدوده ويبتعدوا عن الفواحش والمحرمات، وأحد الأقوام التي أرسل الله عز وجل لها النبي لوط هم قوم لوط، الذين عُرفوا بارتكاب فاحشة لم يأتِ أحد بها من قبلهم، فكانوا يأتون الرجال شهوة من دون النساء.
وقد جاء سيدنا لوط برسالته المقدسة التي تسعى لعبادة الله تعالى، وإبعاد القوم عن الشهوة المرضية المنتشرة بينهم، فكانوا إذا أتى غريب إليهم فعلوا معه الفاحشة، وقطعوا طريقه وسلبوه كل ما يملك.
استمر سيدنا لوط في رسالته لعدة سنوات طويلة، ولكن لم يكن هنالك جدوى معهم فاستكبروا واستمروا في الفواحش وقطع الطريق، ووصل بهم الأمر برغبتهم بطرد لوط ومن اتبعه من القرية، وقد ذكرت قصة قوم لوط في القرآن الكريم، فقال سبحانه: "إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ".
عذاب قوم لوط
وصل حد الصبر عند سيدنا لوط لذروته ولم يَعُد يحتمل ما يقوم به قومه من فواحش ومنكرات، فجاءته الملائكة وأخبرته بأن يخرج هو ومن آمن معه من القرية في الليل ولا ينظروا خلفهم مهما سمعوا من أصوات، فذلك أمر من الله عز وجل، فسار سيدنا لوط هو وزوجته وبناته خارج القرية وعندما طلع الصبح سمعوا أصواتاً هائلة ومروعة لم يسبق لأحد أن سمعها، فنظرت زوجة سيدنا لما يجري خلفها فماتت وسقطت على الأرض كالملح، فكانت من الغابرين ولم تستجب لما أُمرت به مع زوجها، فكان العذاب أن ارتفعت بهم الأرض ومن ثم قلبت فيهم رأساً على عقب وأمطر الله عليهم حجارة من الجحيم، ليخرج بعد ذلك من الأرض الماء يُغطي المنطقة كاملة، وكأنها لم تكن تحتوي على أي من البشرية في يوم من الأيام. وقد أثبتت هذه القصة بالقرآن الكريم، فقال تعالى: " فأخذتهم الصيحة مشرقين* فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل".
مكان قرية قوم لوط
إن مكان القرية مكان معروف وهو أخفض مكان في العالم سُمي بالبحر الميت، يقع بين كل من أغوار فلسطين وأغوار الأردن، وتميز ماء هذا البحر بملوحته العالية والكثافة الكبيرة التي تعدت كثافة أي بحر أو محيط موجود على الكرة الأرضية، كما تحتوي المنطقة على مجموعة كبيرة من الصخور الضخمة الملحية.