عرف الإنسان الخمر منذ قديم الزمان ، و جاء الإسلام و حرم الخمر على المسلمين لما له من آثار سيئة على العقل و التوازن الإنساني بما يخالف أمر الله في إعمار الأرض و السعي نحو إصلاح الدنيا ، يقول الله تعالى في كتابه الكريم : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ " سوردة المائدة الآية 90-91 .
و مشروب الفودكا هو أحد المشروبات الكحولية الشهيرة التي ذاع صيتها حول العالم بسبب الطعم القوي و الرائحة النفاذة التي تميزه ، و هو من مشروبات المناطق الباردة التي اعتاد سكان روسيا و الدول الإسكندنافية تناوله لمقاومة البرودة . كذلك فإن الفودكا بحسب المؤرخين هي إختراع روسي أصيل ، و قد تم تأكيد ذلك بعد أن ظهرت مشكلة بين منتجين للفودكا من دولة بولندا و بين منتجين روس حين حاول البولنديين تسجيل مشروب الفودكا كبراءة إختراع بولندية . مما جعلها قضية تجارية دولية أخذت منحى تاريخي ، و أثبت على إثرها أن ذلك المشروب روسي الأصل و من أهم ما يميز المطبخ الروسي .
و الخمر في مجملها هي تقطير لمنتجات زراعية مختلفة ، و يضاف إليها الماء و أنواع من الكحول الإيثيلي لكي يتم تداولها تجارياً ، و الفودكا كمشروب ظهرت شهرته و ذاع صيته كمشروب جيد بسبب إنتاجه في دول شرق أوروبا الكبرى ، كروسيا ، و بولندا ، و أوكرانيا ، و بيلاروسيا . و يرجع العديد من الخبراء في الزراعة و صناعة الخمور جودة و شهرة الفودكا المصنعة في تلك المناطق إلى جودة و تميز الحبوب المستخرجة منها ، حيث تصنع الفودكا في بعض المناطق من البطاطس و في غيرها من الشليم أو القمح . و يضاف إليها مياه مستخرجة من ينابيع من باطن الأرض ، بالإضافة إلى الكحول الذي تبلغ نسبته أربعون بالمائة في المتوسط و في بعض الدول تزيد نسبة الكحول ، مما يؤشر إلى عدم جودة المشروب في العادة .
و الفودكا على عكس الكثير من المشروبات الكحولية الأخرى ، لا تكون جودتها بقدمها و عراقة الشركة المصنعة لها ، بل على العكس نجد أن المرشحات و المقطرات المستخدمة في تصنيع الفودكا يصيبها التلوث بعد فترة من الوقت و يكون المشروب المصنع منها ليس بجودة المشروب المصنع في المصانع أو الشركات الجديدة . و على العموم فإن الفودكا كما يحب أهل الدول الإسكندنافية شربها يفضل أن تقدم باردة ، و في الأغلب هي تكون كذلك بسبب برودة الجو المحيط .
و الفودكا حول العالم يتم تصنيعها بكثرة و يتم كذلك دخولها في العديد من الطبخات والأكلات حول العالم ، و قد شاع شرب الفودكا في فصل الشتاء في الأماكن الباردة لإضفاء الدفء على الشاربين ، كذلك يتم صنع كوكتيلات من الفودكا مخلوطة بمواد و عناصر طبيعية أخرى لإضفاء النكهة .