الحسن والحسين
الحسن والحسين هما أبناء علي بن أبي طالب رضي الله عنه، زوج فاطمة بنت النبي محمد صلى الله عليه وسلّم. سوف نتطرّق في هذا المقال إلى قصة خلافتهما، ومكان وجود قبريهما بعد وفاتهما.
قصة النزاع حول خلافة المسلمين
بعد انتقال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى كان المسلمون بحالة ذهولٍ من وقع المصيبة؛ فهم مشغولون بالدفن، وبعد الانتهاء من دفن محمد صلى الله عليه وسلم طرح عدد كبير من الصحابة رضوان الله عنهم - تخوفاً من نشوء فراغٍ في تنظيم أمور المسلمين -، موضوع الخلافة؛ حيث أقرّ الحضور بأحقية صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفيق دربه أبي بكر الصديق، فتمت مبايعته خليفة للمسلمين، وتم ذلك بالشورى.
تحفّظ بعض المسلمين على مبايعة أبي بكر لاعتقادهم بأنّ علياً بن أبي طالب أحقّ بالخلافة من غيره؛ كونه الأقرب نسباً إلى الرسول الكريم، إلّا أن هذا التحفظ لم يدم طويلاً ورضي المسلمون بما تم الاتفاق عليه لقطع الطريق على من يسعى إلى إحداث فتنةٍ بين المسلمين.
بعد وفاة أبي بكر الصديّق اختار المسلمون عمر بن الخطاب خليفةً للمسلمين، ثمّ جاء بعده عثمان بن عفان، فعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما الذي قُتل على يد عبد الرحمن بن ملجم. اتّفق المسلمون بعد وفاة علي رضي الله عنه على تسمية معاوية بن أبي سفيان خليفةً للمسلمين، إلاّ أن بوادر الفتنة بدأت بالظهور، وآلت قضية التحكيم بين الحسن بن علي ومعاوية إلى مبايعة معاوية.
لم يكن الحسين راضياً عن مبايعة معاوية بالخلافة، ولكن بحكمة معاوية وسياسته استطاع أن يحافظ على تواصله مع أبناء علي رضي الله عنه ويلجم الفتنة. أوصى معاوية بالخلافة من بعده إلى ابنه يزيد، ولكن امتنع الحسين عن مبايعة يزيد بالخلافة، فغضب يزيد بن معاوية وقرّر الصدام معه ومع من يُؤيّده.
مقتل الحسين
كان مقر الخلافة في دمشق، والحسين مقيم في الحجاز، فبايع أهل العراق الحسين بالخلافة، رافضين تولّي يزيد لأمرهم، فكتبوا إلى الحسين للقدوم إليهم في العراق لإتمام المبايعة له، فعقد العزم على السفر إليهم، ولكن نصحه الكثير من الصحابة بعدم السفر لمعرفتهم بمكر يزيد بن معاوية، إلا أنّه لم يستجب لنصائحهم فجمع أهل بيته وإخوانه وعدد من أقاربه وتحركوا من الحجاز قاصدين الكوفة.
أثناء سير الحسين إلى الكوفة لقيه الفرزدق فنصحه بعدم إكمال رحلته، وقال له : "إن أهل العراق قلوبهم معك لكن سيوفهم مع بني أمية"، إلا أن الحسين لم يأخذ برأيه واستمر بالمسير، وكان يزيد بن معاوية يتتبع طرق وخطوات سير الحسين من خلال جواسيس له، فوصل ركب الحسين إلى منطقة كربلاء فأحاط عدد من جيش يزيد بالركب وعلم الحسين ومن معه بذلك، وحدثت مجزرة قُتل بها الحسين ومن معه وحُمل رأسه على رمح وأُرسل إلى دمشق، وأُخذ أهل بيته سبايا في قصر يزيد بن معاوية.
مقر دفن الحسن والحسين رضي الله عنهما
توفي الحسن قبل الحسين؛ حيث إنّه مرض مرضاً شديداً واستمر لأكثر من أربعين يوماً، فمات ودفن في البقيع بجوار جدته، أمّا الحسين فتقول بعض الروايات إنّ جثته دفنت دون رأس في مكان المعركة داخل كربلاء المتواجدة العراق، والرأس دفن في فلسطين أو في الشام علماً بأنّ مكان قبره غير معلوم.