بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله . وبعد،
يعتبر الماء من أحد أهم العناصر الموجودة في الطبيعة، وهو عبارة عن مركب كيميائي يتكون من اتحاد ذرتي هيدروجين مع ذرة أكسجين، ويشار إلى هذا المركب الكيميائي بصيغة : (H2O).
يتواجد الماء في الطبيعة على ثلاث حالات، وهي: الحالة السائلة، والحالة الصلبة، والحالة الغازية، وأشهر هذه الحالات، وأكثرها تواجداً هي الحالة السائلة. والماء في حالته السائلة والصلبة يغطي تقريباً ثلاثة أرباع مساحة سطح الكرة الأرضية؛ حيث يمثل نسبة 71% تقريباً من مساحة سطح الأرض. ويمتاز الماء في حالته السائلة بعدة خصائص، منها: الشفافية، وانعدام اللون، وخلوه من أي طعم أو رائحة.
وتمتاز جزيئات الماء بالتماسك والترابط فيما بينها، ويعتبر الماء من المذيبات القابلة للتبخر؛ حيث يسمح للكثير من المواد بالذوبان فيه، مثل: الفيتامينات، والأملاح، والجلوكوز، كما أنه يعتبر قابلاً للانسياب والتوغل في أدق الفتحات والمسامات.
تعتبر الخصائص المذكورة سابقاً سبباً مهماً من الما هى اسباب التي جعلت الماء ذات أهمية وفائدة كبيرة؛ فالماء يدخل في تركيب جميع الكائنات الحية، ولو اختل شيء من هذه الخصائص لفسد الماء، ولفسدت معه الكائنات الحية. فمن المعلوم أن الماء يشكل نسبة 60% تقريباً من وزن جسم الإنسان، وتتفاوت نسبته في الكائنات الحية الأخرى، ففي بعض تلك الكائنات يشكل الماء نسبة 90% من وزنها الكلي.
وإن مما يستحسن بنا الاستشهاد به في هذا الصدد، هو قول ربنا تبارك وتعالى في محكم تنزيله: { وَجَعَلْنَا مِنَ المَآءِ كُلَّ شَيءٍ حَيٍّ } [الأنبياء: 30]. يقول الحافظ ابن كثير في تفسيره لهذه القطعة من الآية: « وقوله: { وَجَعَلْنَا مِنَ المَآءِ كُلَّ شَيءٍ حَيٍّ } أي: أصل كل الأحياء منه »، إن هذه الآية الكريمة هي من أكبر الدلائل على الأهمية وفائدة الكبيرة للماء، فالماء هو أصل الحياة على هذا الكوكب، وبه يحيا الإنسان، والحيوان، والنبات، وسائر الكائنات الحية، ومن دونه ستهلك الكائنات. ويقول أحد الأطباء الأردنيين: « أجمع علماء وظائف الأعضاء (الفسيولوجيون) على أن الماء هو العنصر الأساسي في تكوين الأجسام الحية وتركيبها، وأنه يدخل في خلايا جميع الأجهزة والعصارات والسوائل والدم وغيرها من دون استثناء. »
يقدم الأطباء الكثير من النصائح للناس ليبينوا لهم فوائد الماء الكثيرة؛ ومن النصائح تأكيدهم على ضرورة أن يشرب الإنسان ما لا يقل عن ثمانية أكواب من الماء يومياً، وخاصة في الأيام شديدة الحرارة، وذلك كي يحافظوا على صحتهم، وليقوا أنفسهم من الكثير من الأمراض، والمشاكل وعيوب الصحية، مثل: الجفاف، وليخلصوا أجسامهم من السموم؛ فنقص الماء في الجسم يؤدي إلى الجفاف، وقد يؤدي إلى اختلال واضطراب في وظائف الأجهزة الأخرى في الجسم، مثل: الجهاز الهضمي، وغيره.
بالإضافة إلى ما سبق، يعتبر الماء مهماً لصحة الجلد والأظافر والشعر، كما أنه وسط مهم للتفاعلات الكيميائية والحيوية التي تتم داخل الجسم، ويعتبر منظّماً لدرجة حرارة الجسم، إضافة إلى الكثير من الفوائد.