من أهم ما وصّانا به الرّسول "صلّى الله عليه وسلّم"، وهي أوّل ما يحاسب عليه الإنسان يوم القيامة، ألا وهي الصلاة. فتعرف على ما هى الصّلاة؟ وما أهميّتها؟ وعلى من فرضت؟ وما جزاء المصلّي الملتزم بالصّلاة؟ وما حكمها؟
إنّ الصّلاة هي الرّكن الثّاني من أركان الإسلام ، أمرنا الله بها والحفاظ على أدائه في أوقاتها. ولا سيّما أنها مهمّة جداً ؛ فهي عماد الدّين، وأصل الإسلام، ويعتبر الفرق بين المؤمن والكافر - ترك الصّلاة - ؛ قال رسول الله "صلّى الله عليه وسلّم" : "إن بين الرّجل وبين الكفر - أو الشّرك ترك الصلاة؛ فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله" . يقول تعالى في ذلك أيضاً: "إن الصّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر".
فرضت الصّلاة على كل مسلم بالغ عاقل من ذكر أو أنثى. أمّا بالنسبة لجزاء المصّلي فهي المنجّية له من عذاب يوم القيامة، وتزرع في الإنسان التّقوى، والخوف من الله سبحانه وتعالى أيضاً. وتشمل التّقوى مخافة العبد من إرتكاب المعاصي والمنكرات‘ فهي الحزام الآمن الذي يتمتّع به الإنسان ليحميه من التّجرأ لعمل الفحشاء والمنكر.
لكن يجب على الإنسان أن يتقن الصّلاة بخشوع ويعلم أنّه يقف بين يديّ الله -جلّ وعلا- وكأنّه يحاسبه يوم القيامة ، فما الصلاة الّا مشهد مصغّر عن وقوف العبد بين يديّ الله -تعالى- يوم القيامة.
وكيف لا يفرح المؤمن وهو مقبل على الصّلاة! فحين يقول "الحمدلله" في سورة الفاتحة يرد الله عليه :- "حمدني عبدي"، وما إن قال: "الرّحمن الرّحيم" يقول الرّحمن تعالى : أ"ثنى عليّ عبدي"، وعند القول: "مالك يوم الدّين"، يرد الله : "مجّدني عبدي". وكيف لا يهنأ المصلّي وهو يعلم أن الله يردُّ عليهّ!
كما وأنّ المصّلي يقوم بعمل عجز عنه الشّيطان ولم يفعله استكباراً لأوامرِ الله، علماً بأنّه كان من احسن وأفضل مخلوقات الله، وكيف يتجاهل الإنسان ويتكبّر عن الصّلاة وأقرب ما يكون عليه العبد لربّه وهو ساجد. فالّلهم اجعلنا من السّاجدين لك المقبلين عليك بالدّعاءِ والرّجاءِ والطّمعِ برحمتك ومغفرتك وغفرانك. فمن ترك الصّلاة عمداً فهو آثم وعليه القضاء، ومن ترك الصّلاة عن غير عمد أو كان نائماً فعليه القضاء، ومن شدّةِ رحمةِ الله أنّه بعد أن يصلّي المسلم ويقرأ آية الكرسي يصبح بينه وبين الجنّةِ الموتَ فقط، فالّلهم اجعلنا من السّبعين ألفاً الذين يدخلون الجنّة بغير حساب ولا سابقةَ عذاب.