أي إنتاج ثقافي أو معرفي بحاجة إلى ان يتم توضيحه باختصار شديد قبل الشروع في شرحه وتفصيله، إذ أن هذا التمهيد يساعد في عدةأمور منها جذب ولفت انتباه المتلقي إلى أهمية وفائدة المحتوى سواءً كان مقروءاً ام مسموعاً أم مرئياً، كما أن التمهيد يساعد على توضيح الفكرة الأساسية ولملمة الأفكار ووضع المتلقي في الجو العام للمحتوى، كما انه يعمل على تزويده بالمعلومات الضرورية التي تلزمه حينما يريد ان يتعرف على هذا المحتوى من هذا الانتاج، طبعاً بمساعدة الخلفية التي يحتوي عليها ذهن المتلقي و التي تتمحور حول الموضوع. فالدخول في اى موضوع مباشر من شأنه ان يسبب خللاً و اضطراباً عند المهتم، من هنا برز ما يعرف بالتقديم أي كتابة المقدمة، و المقدمة هي جزء بسيط في بداية البحوث أو الكتب أو المقالات أو التقارير المصورة أو البرامج المسموعة أو المرئية أو أي شيء آخر له محتوى قابل للاضطلاع من قبل أشخاص آخرين.
مقدمة البحث :
مقدمة الأبحاث تقسم في العادة إلى ثلاثة أقسام رئيسية و هي، المقدمة التي يجري فيها تحضير القارئ للفكرة الأساسية و التي يتمحور حولها هذا البحث، كما يجب أن يتم تضمين المقدمة بوجهة نظر كاتب البحث والفكرة، و أخيراً يجب توضيح المنهج المتبع في هذا البحث والسبل المطروقة لإثبات وجهة النظر.
هذه العناصر الثلاث هي التي تحدد إذا ما كانت المقدمة ضعيفة أو قوية و هي التي سوف تحدد هل سيكمل القارئ قراءة هذا البحث أم لا، لهذا و من هنا توجب أن تكون المقدمة جامعة مختصرة جاذبة، حتى تحقق غايتها، و هي تحتاج إلى أسلوب جيد في الكتابة من شأنه أن يجعل القارئ مشدوداً إلى القراءة، فبداية يجب أن تبدأ المقدمة بعدد من الجمل التحضيرية و التي تقود القارئ إلى عرض الفكرة الرئيسية من البحث والهذف الكامن وراءه، ولا يجب أن تكون هذه الجمل عامة جداً كما انها يحب أن لا تكون مباشرة، بل يجب ان تتوسط هاتين الحالتين، فلا يجب أن تكون في صلب الموضوع وفي نفس الوقت بعيدة عن العموميات. بعدها يبدأ الكاتب بعرض الفكرة الرئيسية وتوضيحها بشكل مباشر للقارئ، ثم يبدأ بوضع المنهجية المتبعة في البحث وفي إثبات الأدلة وفي المواضيع التي تفرع إليها هذا البحث، فهو بذلك يكون قد أعطى نبذة عامة شاملة وافية كاملة عن بحثه، والتفاصيل تترك للبحث نفسه.