الحياة الثقافية والفنية
تعيش المجتمعات بالتواصل بين أفرادها، ويكون التواصل في شكل العلاقات التي تحكمها الثقافة السائدة وأنماط القيم التي يحكمها الدين والأخلاق الفاضلة، وتعدّ الحياة الثقافيّة والفنية العامل الأهم والمحرك الأول لتطوير المجتمعات، وتكون مظاهر تلك الحياة برعاية الدولة لصياغة الهوية الحضاريّة للشعب من خلال إقامة المكتبات، وإتاحة فرص النشر والفاعليّات الثقافية والفنية من خلال المسارح ودور العرض المختلفة، إضافة إلى تجميع الموروث الحضاريّ من فنون وآداب شعبيّة ونشره للحفاظ على التراث من الاندثار.
مجالات الحياة الثقافية والفنية
مجالات الحياة الثقافية
تمثل الثقافة النسق العام للمعرفة في المجتمع، فيمكن أن تكون الثقافة السائدة في المجتمع دينيّة أو علميّة أو تحرريّة أو غير ذلك من أمثلة الأنساق الثقافية، وتسهم الثقافة في تكوين شخصية الإنسان الذي يعد اللبنة الأساسية في تكوين المجتمع، لذا فإن الحياة الثقافية تشمل التعليم بدرجاته وأنواعه المختلفة، كما تضم الصحف والمطبوعات التي تتناول الشأن العام وتعطي أفراد المجتمع صورة كاملة عن الوضع السياسي والاقتصادي والفكري في البلاد، إضافة إلى الكتب والمكتبات، وتشجيع القراءة من قبل الدولة أو المؤسسات الثقافية محرّك أساسي لتنمية الفكر في المجتمع، فالقراءة هي مفتاح التعرف على الثقافات الأخرى والحضارات المختلفة حول العالم، حتى إنّ القيمة الثقافيّة لدولة ما تظهر من خلال عدد المكتبات العامة ونسبة الزوار ومعدلات القراءة فيها، وتعمل في مجالات الثقافة منظمات ومؤسسات يتم إنشاؤها بمبادرات خاصة إلى جانب المبادرات الحكوميّة لتأهيل وتدريب العاملين في تلك المجالات.
مجالات الحياة الفنية
الفن هو القدرة على الإنجاز بطريقة متقنة ومبتكرة، وتتمثل مظاهر الحياة الفنية في القدرة على التعبير عن المشاعر الإنسانية والمشاكل وعيوب التي يمر بها الفنان والمجتمع من خلال طرق ووسائل جمالية إما مقروءة وإمّا مسموعة أو مرئية، متمثلة في فنون الكتابة من شعر ونثر، والموسيقى، والمسرح والسينما، وتتداخل الحياة الفنية في الثقافة لتكون العامل الأكثر تأثيراً فيها من بين بقيّة العوامل، ومجالات الفن هي مجالات المواهب الإبداعيّة المختلفة، التي يمكن للإنسان اكتشافها في ذاته وتطويرها من خلال الدراسة المتخصّصة والممارسة المنتظمة، كما يمكن العمل في المجالات الفنية كمهنة تدر المال على صاحبها من خلال بيع الأعمال الفنية أو الحصول على أجر مقابل العروض التي يتم تقديمها إلى الجمهور، ويكون الفنان في تلك الحالة هو مقدّم الوعي والمعرفة إلى الجمهور، والقادر على التأثير ونتائج في وجدان الآخرين من خلال ثقافته وقدرته الفطرية على التعبير بغير قيود.