إن الإستغفار سيد الدعاء ، و كلما شعر العبد بانه مقصر في حق الله عز و جل وجب عليه أن يلزم الإستغفار ، فتعرف على ما هى فضائل الإستغفار و صيغه و طريقة الإستغفار : يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رب العزة سبحانه الحديث القدسي : ( يابن آدم إنك ما دعوتني و رجوتني غفرت لك ما كان فيك و لا أبالي ، يابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك و لا أبالي ، يابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة ) . و كان أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم يلزم الإستغفار و يكثر الدعاء ، فالإستغفار يجلب رضى الله سبحانه و تعالى على المؤمن و يجعله في أمان من الشرور ، لذا عليك بالإستغفار و إن كنت لم تقع في الذنوب ، و كثرة الإستغفار تريح القلب و تجعل المؤمن يشعر بحلاوة الإيمان و الطاعة ، و أكثر من قول ( لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ) و أنت متدبر لمعناها و فضلها ، ففيها إعتراف دائم بقوة الله تعالى و نعمته عليك أن أمنك من شر الدنيا و ادعه أن يؤمنك من نار الآخرة و العياذ بالله . و للإستغفار من الذنب عدة شروط ، أهمها الندم على فعل الذنب ، و الندم محله القلب أولاً ، فيجب أن تستحضر خشيتك من الله تعالى و تتوب إليه ، و كرر دائماً ( أستغفر الله العظيم و أتوب إليه ) ، و كلما كان لسانك مكرراً لذكر الله و الإستغفار و قلبك حاضر و مستحضر خشية الله تعالى ، اعلم أن الله سبحانه سيتقبل منك ، فقد أخبرنا سبحانه على لسان رسوله الكريم صلى لله عليه و سلم : ( أنا عند ظن عبدي بي ) ، فأحسن الظن بالله أخي المؤمن تكن في مأمن من عقابه و غضبه ، و اعلم أن غضب الله شديد و أنك ضعيف ذليل أمام قوة الخالق الجبار ، اللهم اعف عنا . يقول صلى الله عليه و سلم : " طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً " . لذا أكثر من الإستغفار في كل أوقاتك ، مادمت لم تشرك بالله فإن كل الذنوب بسيطة ، و اتبع السيئة الحسنة تمحها ، فكلما وقعت في ذنب استغفر الله فتلك حسنة ، و تصدق فالصدقة حسنة ، و كرر توبتك إلى الله و لا تعد إلى الذنب ، و عامل من حولك بأخلاق رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و أكثر من النوافل و الدعاء في السجود . إبدأ يومك بحمد الله و الثناء عليه و الصلاة و التسليم على رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و استغفر لذنوبك . و كلما تحصلت على وقت فراغ فاستغفر الله ، و أكثر من الإستغفار ، و أكثر من قول ( سبحان الله و بحمده ، سبحان الله العظيم ) ، فقد قال عنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهما كلمتان خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان ، حبيبتان إلى الرحمن .