الإنسان يتعرض خلال فترات حياته إلى مواقف عديدة، وبسبب طبيعته وضعفه والبشري قد يكون رد فعله إزاء هذه المواقف رد فعل خاطئ ليس في محله الصحيح، وقد يكون رد فعله صائباً في محله الصحيح. وقد يحدث أيضاً للإنسان الاشتباه عليه وقد يصدف وأن تختلط الأحداث والمواقف عليه فيكون في موقف من رآه فيه قد يظن به ظن السوء ولكنه برئ من أي تهمة، كل هذه الحالات والمواقف قد يكون الإنسان عرضة لها، لهذا يجب على المحيط الذي يحيط بهذا الإنسان أن يكون حذراً ومتثبتاً من إلقاء الحكم على الأشخاص وأن يدع الخلق للخالق كما يقولون، فمحيط الإنسان خصوصاً في المجتمعات العربية للأسف هو محيط خطر لأن أي شي لا يعجبه في هذا الشخص قد يضعه في موضع تهمة إلى وقت طويل جداً.
موضوع إلقاء الأحكام على الناس جزافاً واتهامهم بالباطل قد يكون بشكل عفوي ولكنه بالقطع شكل ساذج غير واع للمخاطر، أو أنه قد يكون بشكل مقصود ومدبر للإيقاع بالشخص الذي هو موضع الشبهة والاتهام، وكلتا الحالتين صعب. ولكن الثانية تظهر بشكل أوضح طبيعة الحقد الدفين في قلب الإنسان، لهذا فقد حذرت جميع الأديان والأفكار والاتجاهات والقوانين من هذا الموضوع لما يسببه من مشاكل وعيوب على جميع المستويات وخاصة على المستوى الاجتماعي، فاتهام الآخرين بالسرقة أو بالزنا أو بأي فعل مشين آخر بلا دليل قاطع هو أكثر الصفات انحطاطاً، فالتهمة أو الشائعة التي تنتشر حول الناس من الصعب محوها من الذاكرة، وقد تظل عالقة بالأجيال الاحقة، ولا يتأثر الشخص المتهم فقط بل يتأثر محيطه كله، فالناس العوام يعرفون فقط مبدأ "ولا تزر وازرة وزر أخرى" على أنها قول يردد على الألسن وفي الصلوات لكنم غير قادرين على تطبيقه في واقعهم وخلال مواقف حياتهم، فمن يتهم بشئ تتأثر عائلته المقربة أولاده وزوجته وإخوانه وأمه وأبوه ويلحقهم العار والأذى وربما تتأذى العائلة على المسوتى الكبير كما كان يحدث قديماً، ولا زال في بعض المناطق.
والقانون أيضاً يمنع اتهام الناس لبعضهم البعض بالباطل والزور والبهتان، وهناك وسائل تحر يتحرى من خلالها المختصون عن مصداقية الاتهامات الموجهة، وللمتهم بالباطل الحق في رفع قضية ضد من اتهمه، وهي قضية التشهير، وبهذا يستطيع المتهم الاقتصاص ممن اتهمه.
لقد أقرت الشريعة الإسلامية أيضاً مبدأ التثبت عند تناقل الأخبار ووضعت الشهادة حيث أن عدد الشهود قد يصل إلى أربعة ثقات عدول خصوصاً في المواضيع والقضايا التي تتعلق بالشرف لما يشكل ذلك من خضورة على المجتمع ككل.