الخطبة الشرعية
من منا لا يحلم بحياة الاستقرار والسكينة، وبناء أسرة مثالية تساهم في رفعة المجتمع، بالطبع جميعنا لكننا نعلم أن تحقيق هذا الهدف لا ينجح إلا بالزواج، وهو من أسمى العلاقات الإنسانية التي تثمر أفرادا وأبناء يعينوننا في حياتنا خاصة عند الكبر. وللزواج في الإسلام طرق وخطوات معينة، وشروط لا بد أن تتم حتى يكون الزواج شرعيا وحلالا، وفي مقالنا هذا سنتحدث عن الخطوة الأولى والأهم التي تسبق مرحلة الزواج، ألا وهي "الخطبة".
الخطبة شرعا: أن يطلب الرجل يد المرأة للزواج، وهذه الخطوة المشروعة ذكرت في القرآن الكريم؛ يقول تعالى: " ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء" ،وقد ثبت في السنة النبوية الشريفة أن الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- خطب عائشة من أبيها أبي بكر الصديق.
طريقة الخطبة في الإسلام
الإسلام لم يحدد طريقة معينة لإجراءات الخطبة الشرعية للالتزام بها، وترك الأمر للعادات والتقاليد المنتشرة في المجتمع، وبناء على ذلك فإن الإسلام اكتفى بتحديد طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة في فترة الخطبة، وتحديد الحلال والحرام فيها دون تعيين طريقة أو آلية محددة لذلك.
الخطبة التقليدية
الطريقة التقليدية المنتشرة في مجتمعاتنا تكون بأن تتصل أم الخاطب بأم الفتاة، وأن تحدد معها موعدا مناسبا لتراها، وتحكم إن كانت تناسب ابنها أم لا، وبناء على هذا اللقاء يحدد موعد آخر حتى يرى الخاطب الفتاة بحضور أهلهما، فإن أعجبته خطبها، وإن لم تعجبه انتهى الأمر، وقد شجع الرسول الكريم على ذلك ورغب فيه؛ يقول صلى الله عليه وسلم: "إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل"، وذلك حتى يألفها ويحبها لأنها ستكون فيما بعد زوجته، وأم أولاده وأمينة بيته وسره. وبعد ذلك إن تمت الموافقة المبدئية من الطرفين من المرأة و الرجل وعائلتيهما يحدد موعد للطلبة، هي أن يأتي الخاطب مع مجموعة لا بأس بها من الرجال لطلب يد الفتاة من أبيها، بعد الاتفاق على المهر المؤجل والمعجل، وثم يكون "توثيق كتب الكتاب" وهذا لا يعني الزواج، وإنما يعني جواز رؤية الخاطب لمخطوبته دون حجاب.
بعد عقد كتب الكتاب يحدد أهل الخاطب والمخطوبة موعدا لإعلان الخطبة، ويجهز بعض الناس حفلة لذلك، هذه الحفلة جائزة في الإسلام ما دامت لا تخالف الشريعة الإسلامية، فكل شيء مباح إلا ما ورد دليل في تحريمه، ومما يجدر ذكره أن هذه المرحلة مرحلة مؤقتة ولا يجب أن تستمر طويلا، فكلما كانت أقصر كانت أفضل، وتكلل أخيرا هذه الفترة بحفل الزواج.