في الإسلام هناك حدود وضعها ومنع أي شخص الإقتراب منها وأن يفعلها ، وهذه الحدود التي وضعها الله تعالى هناك عقاب لكل من يتجاوزها في القرآن والسنة ، وهي حدود الله وقال الله تعالى لا تقربوها ، ولكل حد وضعهُ الله لهُ عقاب مذكور في القرآن الكريم ، فلا يجب الإقتراب منها خوفاً من العقاب في الدنيا وحتّى وإن كانت الدولة غير مطبّقة لأحكام الله فالله سوف يعاقبهُ .
فمن أخطر الأمور الموجودة في الإسلام هو أن يرتد عن دينهُ ، والمرتد معناها هو أن يرتد المسلم عن الإسلام بقول أو فعل أو إعتقاد وقد عرفنا تعرف على ما هى الحدود التي وضعها الله تعالى لمن يتجاوزها ، وهناك أنواع كثيرة من الحدود مثل حد السرقة وحد الزنا ، فمثلاً حد من يقوم بالسرقة تقطع يدهُ ، وحد الزنا للمتزوّج والمتزوجة الرجم حتّى الموت أو الجلد مائة جلدة لغير المتزوجين .
الردة في الإسلام
عندما يولد المسلم على دين الله ويتعلّم الإسلام ومبادئهُ العظيمة الذي لا يدخل الباطن من ورائهِ وأمامهِ فهو دين الله ولا خلاف في ذلك ، وحتّى من دخل الإسلام وتعلّم مبادئهُ العظيمة وعندما كان في الظلمات الى النور ، لا يجوز نهائيّاً أن يترك المسلم دينهُ وأن يرتدّ عن دين الله وهو الإسلام ، فهنا يصبح من الواجب أن يرجع عن قرارهِ ومعتقداتهُ السخفية التي دعت الى ذلك وهذا ليس من باب التشديد أو التحكّم في معتقدات الإنسان ، ولكن كيف يعرف الإنسان ربّهُ ومن ثمّ يرتد عن دين الحق واليقين ودين الربوبيّة ، فمن إرتدّ عن الإسلاك فقالوا الفقهاء فيه بإستتابة ثلاث أيام حتّى يرجع الى دين الله ، فإن لم يرجع فسوف يقتل وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم ( لا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلاَّ بإِحْدَى ثَلاثٍ: الثَّيِّبُ الزَّانِي، والنَّفْسُ بالنَّفْسِ، والتَّارِكُ لدِينِهِ المُفَارِقُ للجَمَاعَةِ ) رواه البخاري ومسلم ، ولكن هناك بعض الفقهاء يقولون أنّ لا قتل في المرتدّن ، لأنّهم يقولون أنّ أيام الرسول هناك من إرتدّ عن دين الإسلام ولم يقاتلهم الرسول ، ولكن المعنى الصحيح أنّ الحديث يقال عند وضع المسلمين ، فعندما حارب أبو بكر المرتدّين بعد وفاة الرسول والذين كانت أعدادهم كبيرة ، لم يقاتلهم فقط لأنّهم مرتدين فلقد كانوا لا يدفعون الزكاة ، وكانت ضربة قاتلة للإسلام والمسلمين فخوفاً من أبو بكر على الإسلام أن تضعف شوكتهُ فقد حارب المرتدين وليرجع هيبة الإسلام آنذاك ، وهذا لا يعني أنّنا في الوقت الحالي نحارب من إرتدّ عن دين الله ، فعقابهُ عند الله أكبر وهذا ما نراه اليوم الذي أصبح يقتل المسلم أخاهُ المسلم ويحكم عليهِ بالكفر فوقتنا الذي نعيش فيه وظروفهُ تختلف إختلاف كبير عن الظروف التي كانت في أيام أبي بكر وعمر بن الخطاب ، ولكن هذا يعني أنّهُ يجب على المسلمين الحفاظ على كيان الدولة الرئيسيّة والحفاظ عليها ، فعندما قام أحد النّاس بالسرقة لم يقطع عمر يدهُ لأنّ كانت فترة قحيط وفقر على المسلمين فلم يقم عمر بقطع يد أحد إلا عندما يتأكّد أنّ البلد بخير ولا يوجد فيها خلل ، وهذا ما يجب أن يحصل يجب تقوية وتنمية الإسلام عن طريق الحكم من رأسها ومن ثمّ النزول بشكل تدريجي ، فلا يجب تطبيق أحكام ووضع البلاد وسياستها بعيدة كل البعد عن مطالب مثلا السارق الذي لا يوجد ما يأكلهُ ، ولا الزاني الذي ليس لهُ قدرة أن يتزوّج ، وليس معنى هذا أن يسرق الشخص أو يزني فسيحاسبهُ الله ولكن التغيير يبدأ من الداخل قبل الخارج .