تقول الآية الكريمة " واسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " ، فطلب العلم الشرعي يجب أن يكون عند أهل العلم بالمسائل الفقهيّة والشرعيّة ، من كتاب وسنة وتفسير وأحاديث وقياس وتفسير ، ولأن المدارس الشرعيّة والفقهيّة قد تعددت واختلفت فيما بينها بالكثير من المسائل الكبيرة والصغيرة ، بات على الإنسان أن يحدد مساره واختياره فيما بينها ، فالشّيعي يذهب إلى مدارسه الشيعيّة والإسماعيلي يتوجّه إلى مدارسه الإسماعيليّة والسنّي يتوجه إلى مدارسه السنيّة ، حتى أن المدارس المختلفة قد تشعّبت هي ذات نفسها إلى فروع متعددة وعديدة ، فأصبح السني مثلاً يقف محتاراً إلى من مدارسه السنيّة والمتعدّدة يتوجّه .
ففي العالم السنّي هناك أربعة مذاهب كانت الأمّة السنيّة تجتمع حولها : المذهب المالكي والمذهب الحنبلي والمذهب الحنفي والمذهب الشافعي ، وفي وقتنا المعاصر تعدّدت المدارس والفرق فمنها الوهابيّة ومنها الأزهريّة ومنها السلفيّة ، والعديد العديد من الفرق الأخرى التي تحمل كل منها رؤاها واجتهاداتها وقياساتها التي تتّفق في أحيان كثيرة مع غيرها من المدارس السنيّة وتختلف حول تفسير بعض المسائل معها في أحيان أخرى ، فما العمل ؟ وأين يكون التوجه لطلب العلم الشرعي إذن ؟
- مهما اختلفت الفرق والمجموعات والمدارس السنيّة فيما بينها إلا أن مصادرها واحدة :
القرآن الكريم ، والسنة النبوية الشريفة ، وما أجمع عليه الصحابة ، وما اتفق عليه أهل العلم عبر الأجيال ، وجميعها تتفق على لفظ النصوص وتختلف في بعض الأحيان على تفسير معانيها ، وكل له اجتهاده فيها ، ومن منطلق أن " لا رهبنة في الإسلام " ، فكل مسلم عليه أن يتثقف في أمور دينه ، فيمكنه الحصول على هذه الثقافة وهذا الفقه من الدراسة في الجامعات المتخصصة بأصول الدين مثل الأزهر الشريف ، أو أن يراجع أمهات الكتب الدينية والفقهية والعقائدية الملأى بها المكتبات ، كتفاسير القرآن الكريم وصحيح البخاري وصحيح مسلم والشروح عليهما ومراجعة ودراسة فقه المذاهب الأربعة المشهورة ، ودراسة كل ما أنتجته المدارس الحديثة ومن بينها الأزهر الشريف .