إنّ الكلمة اللاتينية الإيكولوجيا ، والتي تعني علم البيئة ، وهو المقصود منها على وجه التحديد ( علم الأحياء ) ، وهو أحد فروع العلوم الطبيعيّة ، هذا العلم الذي يدرس التفاعلات التي تحصل بين الكائنات الحيّة ، من حيوانات أو نباتات أو حتّى أحياء دقيقة ، بينها وبين محيطها الذي تعيش فيها ، ويعود مصطلح إيكولوجيا إلى أصله الإغريقي ( أويكوس ) ، والتي تعني الذي يحيط بالشيء وبالتالي يصبح هذا المكان المحيط ، مكاناً يعيش فيه ، أمّا كلمة ( لوجيا ) ، والتي تعني في أصلها اليوناني إلى معنى الدراسة أو العلم ، وأيضاً القانون أو المنطق ، وبالتالي فإنّها تعني بمجملها التفاعلات الحاصلة بين جميع الكائنات الحيّة فيما بينها وبمحيطها ، ليفهم منه بأنّه ما يعرف بـ ( علم شروط الحياة ) أو ( علم المسكن ) .
وقد اكتشف هذا العلم المعروف بعلم الأحياء ، أنرست هايكل ، هذا العالم الألماني الذي استعمل هذا المصطلح عام 1874 م بالفرنسيّة ، ولأوّل مرّة ، في كتابه المعروف ( التشكيل العام للكائنات الحيّة ) ، حيث استخدم هذه المصطلحات، إنّ دراسة علم البيئة تحدّد مجموعتان منها ، منها مثلاً التي تدرس تجمّع الكائنات الحيّة ، وذلك ضمن المحيط الفيزيائي ، والتي تشكّل فيما بينها نظاماً بيئياً إيكولوجياً ، حيث تدرس هذه البيئة التدفّقات الخاصة بالطاقة والمادة ، أيّ الشبكات الغذائيّة ، التي تتوزّع بدورها وفق نظامٍ بيئيّ ، بشكّل متجانس ، كالبيئة المحلّية أو الغابة ، أو المروج ، أو البرك ، وما إلى ذلك من بيئات محلّية .
فإنّ علم البيئة يعني دراسة علمية عن توزّع وملاءمة الكائنات الحيّة مع البيئة التي تحيط بهم ، وبالتالي تأثّر الكائنات فيما بينها وبين البيئة المحيطة بها ، حيث تكون هذه البيئة وفق خواصٍ وشروطٍ فيزيائيّة ، التي تشكّل بدورها مجموعة عواملٍ محليّة لا أحيائيّة ، كطبيعة الأرض وما ينتج عنها من جيولوجيا وطقس وغيرها الكثير ، إضافةً إلى كائنات أخرى حيّة ، حيث تشارك في هذا الموطن البيئي ، الذي يعرف بالمقرّ .
وقد تصنّف النظم البيئيّة وفق التأثير ونتائج الحيوي :
- نظم إيكولوجيّة قاريّة ، والتي تتمثّل بالنظم الإيكولوجيّة الخاصة بالغابات ، والنظم الإيكولوجيّة الخاصة بالمروج ، والنظم الإيكولوجيّة الخاصة بالزراعة ، وما إلى هنالك .
- نظم إيكولوجيّة للمياه الداخليّة ، ونظم إيكولوجيّة الخاصّة بالبرك وبالبحيرات وبالأنهار .
- نظم إيكولوجيّة الخاصّة بالمحيطات والبحار .