يشكل العلم رافداً من روافد تقدّم الأمم ونهضتها، فبدون العلم لا ترتقي الأمم، كما أنّ العلم هو سلاح لا تقل أهميتة عن سلاح المعركة، ذلك بأن الجهل حين يتغلل في النفوس فإنه يضعفها ويجعلها هزيلة يسهل عليها الهوان والذل و الهزيمة، بينما ترى العلم يمد النفس بالعزيمة والقوة، فترى العالم ينافح عن علمه ويدافع عن معتقداته بكل بصيرة، كما أن العلم يمد الأمم بالاكتشافات والمخترعات التي تفيد الإنسان في حياته، ويشتمل العلم على العلم الديني من حيث العلم بأسماء الله وصفاته، وعلم العبادات وأحكامها، كما يشتمل العلم على العلم الدنيوي الذي يسعى الكثيرون لتحصيله لما فيه من الفائدة مثل علوم الرياضيات والحساب، وعلم الكيمياء، وعلم الفيزياء، وحديثا علوم الحاسوب التي شكلت ثورة في مجال العلوم نظرا لحاجة الإنسان المتزايدة لتعملها والاستفادة منها في حياته .
) .
وقد اهتم عدد من الخلفاء المسلمين بالعلم وكان من أبرزهم الخليفة المأمون الذي جعل لك واحد يقوم بترجمة كتاب إلى اللغة العربية وزنه ذهبا، كما شهدت عصور الأسلام بروز كثير من العلماء الذين أهتموا بالعلم وبرعوا في مجلاته المتنوعة، فبرز بن حيان في الكيمياء، وبرز ابن سبنا والرازي في الطب، وبرز الإدريسي في الجغرافيا، وبرز ابن الهيثم في الرياضيات، وابن خلدون في علوم الإجتماع، وفي علم التاريخ والتراجم والسير برز الكثير منهم الطبري وابن كثير، وفي علوم الحديث الشريف برز افمامين البخاري ومسلم وغيرهم الكثير الذين خلد التاريخ علمهم النافع، وقد بقيت آثارهم تدرس إلى عهد قريب في مدارس اوروبا . وإن على الدولة التي تسعى لأن تأخذ بما هى اسباب النهوض والرقي أن تحرص على العلم وان ترعاه رعاية كاملة، باستقطاب أهل الكفاءات المتميزون في كل مضمار، وتوفير ما هى اسباب الإبداع لهم، كما على الدولة والحكومات أن تنشأ مراكز أبحاث لتطبيق العلم الذي يتعمله الناس بعيدا عن النظرية والتلقي التي تعد من سمات التعليم في عالمنا العربي، فترى المعلم يعطي تلاميذه الدرس بدون أن يحاورهم ويتكلم معهم، لذلك ينسى كثير من الطلاب ما تعلموه في حياتهم بسبب سياسة التعليم الخاطئة للنشأ.