العناصر هي أبسط وحدة بنائية في المركبات، ولا يمكن لنا إيجاد أي وحدة بنائية للمركبات أو المحاليل أو المخاليط غير العنصر، أما تصنيف العناصر جاء على فترات متدرجة، متطوراً مع تطور اكتشاف العناصر حتى وصلت إلى يومنا هذا إلى 116 عنصراً، ومع كثرة وكبر هذا العدد لزم حصر وجمع العناصر في جدول معين بناء على أساس علمي واضح، ومن هنا برزت الحاجة للإنشاء هذا الجدول.
لم يدخر العلماء جهداً في تصنيف العناصر منذ القدم، فظهر أول جدول للعناصر هو جدول ماندليف، وقد عمل ترتيب العناصر المكتشفة آنذاك وعددها 67 عنصراً في جدول يتكون من مجموعات رأسية بناء على أساس الوزن الذري، وقد ترك العالم ماندليف بعد الفراغات في جدوله بين العناصر لعلمه أن هناك عناصر لم تكتشف بعد، وعند اكتشاف العلماء لها لابد أن تشغل ذلك الفراغ.
لكن رغم إتخاذ العالم ماندليف الوزن الذري كمقياس للتصنيف إلا أنه تجاهل ترتيب بعض الأوزان التّصاعدية، وهذا يعاب عليه جدوله لتصنيف العناصر. أما الخطأ الثّاني الذي كاد أن يقع فيه ماندليف، هو معاملة النظائر المختلفة لذات العناصر ولكن بأوزان ذرية مختلفة على أنها عناصر تختلف عن بعضها البعض في الخواص والمسمى.
لم يقف الحد على جدول ماندليف لتصنيف العناصر بل جاء بعده عالم انجليزي يدعى "موزلي" عمل على تعديل وتطوير جدول ماندليف للعناصر، وقام بابتكار جدول موزلي الدوري للعناصر. أما الاسباب التي ساعدت العالم موزلي على النجاح هي اكتشاف العالم رذرفورد النواة وما تحتويه من شحنات، وكذلك إطلاق موزلي لمصطلح معرفة العدد الذري للعناصر، وهو مصطلح فريد لم يسبق اكتشافه او التعامل معه في علم الكيمياء إطلاقاً.
وبعد تلك الاكتشافات والاضافات الجديدة التي دخلت مجال العناصر وعلم الكيمياء قام موزلي بعمل تعديلات على أول جدول دوري وهو جدول ماندليف، فقد قام بترتيب العناصر في الجدول الجديد بناء على العدد الذري بعد أن كان بناء على الوزن الذري في جدول ماندليف، وعمل على ترتيبهم بناء على عدد العنصر الذري بشكل صاعدي، وتكون مقدار الزيادة عما يسبقه من عناصر واحد صحيح. ومن الإضافات الاخرى أيضاً التي تميز بها جدول موزلي عن جدول ماندليف الدوري هو إضافته المجموعة الصفرية لجدوله، وتخصيص مكان تابع للجدول ويقع أسفله يحتوي على عناصر مجموعة اللانثانيدات والاكتينيدات.
واستمر العمل في جدول موزلي الجديد في تصنيف العناصر إلى حين اكتشف العلماء طريقة أكثر دقة في التصنيف واطلقوا عليه اسم الجدول الدوري الحديث لتصنيف العناصر.
إعتمد الجدول الدوري الحديث في تصنيف العناصر على ما إعتمد عليه جدول موزلي للتصنيف، أي تصاعد الاوزان الذرية للعناصر التي يحتويها الجدول، وإكتشف أيضاً فيزياء الكم، ومدارات الطاقة الرئيسية والفرعية، وطريقة ملء تلك المستويات بالالكترونات
وهذا وقد تم إنشاء الجدول الدوري الحديث بحيث يحتوي على 7 دورات أفقية، و18 رأسية، وهو يتكون من جزئين، جزء علوي يحتوي العناصر الفلزّية واللافلزّية والخاملة، وجزء سفلي يحتوي على العناصر الإنتقالية.
وبهذا نجد أن تصنيف العناصر وصناعة جدول خاص يجمعها طبقاً للتصنيف أو نظام معين قد مر بمراحل عديدة حتى وصل إلينا على شطل الجدول الدوري الحديث والمتعارف عليها اليوم عالمياً باسم "جدول تصنيف العناصر الدوري".