السودان
تعتبر السودان إحدى دول شمال قارة إفريقيا، وتحدها من الشمال مصر وليبيا، ومن الشرق إريتريا وإثيوبيا، ومن الجنوب دولة جنوب السودان التي استقلت عنها مؤخراً في عام 2011، وغرباً تحدها جمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد.
يقسم نهر النيل السودان إلى نصفين شرقي وغربي، وعند التقاء رافدي النيل الأبيض والأزرق تقع العاصمة الخرطوم، وتحمل السودان تاريخاً عريقاً يمتد إلى آلاف السنين قبل الميلاد حينما استوطن الإنسان تلك الأراضي وأقاموا حضارة اتصلت بكل من الحضارة الفرعونية في مصر، والعرب الذين أطلقوا على المنطقة الممتدة جنوب الصحراء الكبرى من المحيط الأطلسي غرباً إلى الهندي شرقاً بلاد السودان.
تاريخ السودان الحديث
مر تاريخ السودان بالكثير من المراحل نذكر أهمها كالتالي:
الحكم التركي
بدأ السودان في دخول العصر الحديث بالاحتلال التركي لأراضيه متمثلاً في حملة محمد علي والي مصر العثماني، تلك الحملة التي ضمت السودان حتى الأراضي الاستوائية، ودارفور، والبحر الأحمر، وأريتريا، وكردفان.
كان حكم محمد علي لتلك الأراضي أحد أهم العوامل التي أسهمت في تشكيل السودان الحديث، فعلى الرغم من الظلم واستغلال المواطنين السودانيين واستخدامهم في تجارة العبيد إلا أن هناك العديد من المدن وأهمها الخرطوم قد بنيت في تلك الفترة، ولكن القمع المتنامي أدى إلى نشوب الثورة المهدية.
المهدية والحكم البريطاني
مع زيادة القمع والظلم في السودان وإهمال التنمية والتعليم، استطاع محمد المهدي إقناع و ماسك جموع غفيرة من الشعب السوداني بأنه المهدي المنتظر، وأنه جاء بأمر من الله ليعيد العدل إلى الأرض التي ملئت جوراً، وبالفعل توالت انتصارات المهديين على الجنود المصريين والأتراك المرابطين في الحاميات العثمانية في السودان، حتى وصلوا إلى الخرطوم واستولوا عليها وأقاموا دولة في عام 1885، إلا أن تلك الدولة لم تدم لفترة طويلة حيث دخلت القوات البريطانية الأراضي السودانية بمساندة قوات مصرية، واستطاعوا هزيمة المهديين في أم درمان، ثم قتل الخليفة عبد الله التعايشي في كردفان لتبدأ مرحلة الاستعمار من عام 1898.
تميز الحكم الثنائي للسودان بين بريطانيا ومصر بحصول الحاكم العام البريطاني على سلطات مطلقة في السودان، وقد تخوف البريطانيون لكثير من الوقت من توحيد جنوب السودان مع شماله بحجة أن مواطني شمال السودان سوف يضطهدون الجنوبيين الأقل تعليماً وموارد، إلا أن قلة موارد جنوب السودان وعدم وجود منفذ بحري لها حسمت الأمر، فأعلن البريطانيون في مؤتمر جوبا عن الوحدة بين شطري السودان.
تميزت العلاقة بين الشمال والجنوب بالتوتر الدائم والصراعات المسلحة التي شكلت أطول حرب أهلية في القارة الإفريقية، حتى تم توقيع اتفاقية سلام شامل استقل جنوب السودان بموجبها في عام 2011.