مصر والنظام الملكي
بعد أنْ اتّسم الحُكم في مصر بالصبغة الملكيّة لمدّةٍ زمنيّة طويلة حدث ما غيّر هذا الحال لتصبح جمهوريّة مصر العربيّة وليبدأ عصر الجمهورية بعد النظام الملكي الذي ساد، وكانَ هذا التحوّل على يد مجموعة من الضبّاط المصريين من خلال ثورة عسكريّة شعبيّة اتّسمت بالعسكريّة كونها انبثقت من انقلاب عسكري وشعبيّة لتجاوب الناس مع هذه المَجموعة؛ بحيث ثاروا وساندوا هؤلاء الضبّاط في خلع الملكيّة وتحويلها إلى جمهوريّة، وكان من أبرز روّاد هذه الثورة من الضباط الأحرار محمّد نجيب قائد لواء الضباط الأحرار، وجمال عبد الناصر وغيرهم.
كان سبب هذه الثورة استمراريّة الملك فاروق ملك مصر في تجاهله للأغلبيّة من الشعب، وسوء الحالة الاقتصاديّة في مصر، والكثير من الما هى اسباب التي دعت لقيام هذه الثورة، ومن المعلوم للجميع أنَّ لِكُلّ دولةٍ جيشها الخاص بها، ومن عناصر هذا الجيش البارزين محمّد نجيب، وجمال عبد الناصر، وعبد الحكيم عامر، والسادات، وغيرهم من المُتطلّعين لدولةٍ احسن وأفضل بشرعيتهم العسكريّة وحِسّهم القوميّ الواضح لنا من ثورتهم " ثورة ?? تموز " حيث إنَّ فِكرة أو بذور الثورة وُلدت في أعماق جمال عبد الناصر بوقتٍ مُبكر؛ إذ نرى في صفاته رزانة الطبع ودوام التفكير بهموم وطنه.
ثورة يوليو
أطلق عبد الناصر ثورة ?? تموز، وأعطاها طابعها الخاصّ وخلع عليها من روحهِ ونفسه معالمها البارزة، ويرى بعض الكُتّاب أنَّ جمال عبد الناصر هو باعث نهضة العرب في العصر الحديث، حتى أنّهم يُجمعون أنّه خط سياسي واضح المعالم، ومن هنا تنبثق الناصريّة التي حملت اسمه ومعالمه الخالدة؛ إذ حوّلت السياسة الناصريّة الانقلاب العسكريّ إلى ثورةٍ شعبية خاصّة بشعب مصر الجبار.
بلوَرَ عبد الناصر الفكر في عِدّة محددات أبرزها التصدي للرجعية الزاعمة برقيها، وركّزَ على إيضاح معالم الثورة الهادفة للسلم والتسامح الذي يظهر لنا من خلال خطاباته التي صدعت في كلّ بيتٍ عربيّ، وأثّرت بالعرب عامةً، ونجح في أن يفرض تأثيره في الشّعوب العربية أجمع، وقد نجحت ثورة يوليو في القضاء على الاستغلال والاستبداد.
والملفت للأنظار أنَّ ثورة يوليو كانت ثورةً بيضاء لم تنزف فيها أي دماء، والجميل أيضًا أنّ مجموعة الضباط القائمين على هذه الثورة كانوا ضباطًا أحرارًا لا ينتمون لأي حزب سياسيّ في تلك اللحظة وربّما هذا الذي أنجح أهداف الثورة والتي تحققت فيما بعد، وحقّقت الثورة أهدافها بإلغاء النظام الإقطاعيّ السائد حينها وأنهت فكرة الاستعمار، وبالتأكيد نجاح هذه الثورة ستنبثق عنه حياةٌ سياسيّة نزيهة وديموقراطيّة، والأهم من ذلك ضمان وجود جيش قوي، والثورة بطبيعتها عمل تقدميّ نجح به عبد الناصر، وخلّص شعب مصر العظيم من نظام الإقطاع والاستبداد والظلم، وحرّر بلاده من الاحتلال البريطانيّ البائس، وأنجح الثورة بإيمانه المطلق بعروبته وعروبة كل مصري حُر.