العراق
قامت بين ضفتي دجلة والفرات إحدى أقدم حضارات العالم، وقد أثرت الحضارات المتعاقبة على العراق في منطقة الشرق الأدنى بشكل كبير، وظلت المدن العراقية على مر العصور منارة للعلوم والفنون.
أما في التاريخ الحديث والمعاصر فقد مرت العراق بأكثر من تحول كبير غير وجه الدولة جذرياً، لتصل إلى تعرف على ما هى عليه اليوم، ولا يمكن فهم الوضع الحالي للعراق دون دراسة ومعرفة واضحة بتاريخها الحديث على الأقل.
تاريخ العراق الحديث
عندما كانت العراق تحت السيطرة العثمانية كانت عبارة عن مجموعة ولايات بلاد الرافدين، وهي بغداد، والبصرة، والموصل، وبعد هزيمة العثمانيين في الحرب العالمية الأولى استطاع البريطانيون دخول العراق في حملة كبيرة تمكنت من احتلال بغداد عام 1917، وقد منحت عصبة الأمم التي تأسست بعد الحرب لبريطانيا حق الحماية على العراق، وكان ذلك بالطبع بعد عقد اتفاقية سايكس بيكو.
قامت العديد من الثورات ضد الاستعمار البريطاني في العراق، من أبرزها ثورة العشرين التي كانت أهم ما هى اسباب عقد مؤتمر القاهرة الذي حضره وزير المستعمرات آنذاك ونستون تشرشل، والذي أعلن نية بريطانيا التحول من استعمار العراق إلى منحها الإدارة الوطنية تحت الانتداب، بسبب الخسائر الفادحة التي تكبدها الإنجليز في العراق، ورشح فيصل بن الحسين ليكون ملكاً على العراق، والسيد عبد الرحمن الكيلاني نقيب أشراف بغداد رئيساً للوزراء.
جمهورية العراق
قامت الثورة في العراق في الرابع عشر من تموز 1958، بقيادة عبد الكريم قاسم ومجموعة من الضباط الوطنيين الذين لقبوا أنفسهم بالضباط الأحرار، وكان أبرز الوجوه في تلك الثورة عبد السلام عارف الذي استطاع السيطرة على مقر قيادة الجيش، ودار الإذاعة والقصر الملكي، وقصر نوري السعيد، واستطاع التنظيم قتل الملك فيصل الثاني ونوري السعيد.
ظل عبد الكريم قاسم رئيساً للعراق حتى عام 1963، حيث قام العديد من قيادات حزب البعث وبعض التيارات الوطنية في العراق ورموز ثورة 1958 بقلب نظام الحكم وتعيين المشير عبد السلام عارف رئيساً للجمهورية العراقية، وترأس قادة حزب البعث عملية الضغط للتعجيل بحكم الإعدام على عبد الكريم قاسم.
لم يلبث عبد السلام عارف أن واجه العديد من الانقسامات بسبب الطمع في القيادة، فأعفى على أثرها رئيس الوزراء أحمد حسن البكر من منصبه. توفي عبد السلام عارف في حادث سقوط طائرة هليكوبتر وتولى من بعده أخوه عبد الرحمن عارف الحكم حتى انقلاب السابع عشر من تموز 1968، وأصبح أحمد حسن البكر رئيساً للجمهورية حتى عام 1979، عندما أجبره صدام حسين على الاستقالة وتولى رئاسة مجلس قيادة الثورة ورئاسة الجمهورية حتى عام 2003.