الأسماك
البحر عالمٌ واسعٌ من الكائنات الحيّة من نباتاتٍ وحيواناتٍ، والقوانين الموجودة فيه هي نفس القوانين المعروفة في البريّة على الأرض، فالقوي دائماً يأكل الضّعيف، والغلبة دائماً للكثرة، فأسراب السّمك الكثيرة يُمكنها صد الهجوم من الأسماك الكبيرة، والأسماك الكبيرة والمفترسة هي التي تحظى دائماً بالطّعام بكميّة أكثر، ولكن في هذا المقال لا نريد الحديث عن الأسماك القويّة والمعروفة، بل أردنا تسليط الضّوء على سمكٍ غريبٍ وغير معروف للكثير من النّاس، ألا وهو سمك القرش العفريت.
سمك القرش العفريت Goblin Fish
تُصنّف هذه السّمكة من أسماك القرش التي تعيش في أعماق المُحيطات، وتُسمّى أيضاً بالأُحفور الحيّ لأنّها؛ موجودة على الأرض منذ زمنٍ بعيد، حتّى أنها وُجدت قبل الديناصورات، وهي النّوع الوحيد من الأسماك التي بقيت من فصيلة أسماك الميتسوكورينيداي Mitsukurinidae: وهي عبارة عن عائلة من أسماك القرش الموجودة منذ أكثر من مئةٍ وخمسة وعشرين مليون سنة.
السّمة الأكثر تميّزاً في سمك العفريت هو خرطومه الذي يُشبه المجرفة، وهي أطول بكثير من تلك الموجودة في الأنواع الأُخرى من أسماك القرش، ويحتوي الخرطوم على الحواس الذي تُساعده في الكشف عن الإشارات الكهربائيّة المُنبعثة من الفريسة.
يعيش قرش العفريت في قاع المحيط ويرتاح في أعمق الأماكن فيها، ولا يحب التعرّض لأشعة الشّمس لذا لُقّب بمصّاص الدّماء، ولم يتم تحديد أعداده بعد لقلّة وصعوبة رؤيته بسبب الموقع الذي يعيش فيه، ولا يختط بغيره من أسماك القرش إلّا في وقت التّزاوج، وقد تمّ رصده على طول ساحل اليابان، وخليج المكسيك، والمحيط الهادىء، والمحيط الأطلسي.
حقائق عن قرش العفريت
- على الرّغم من أن أعداد قرش العفريت قليلة وظهورها نادر جداً، إلّا أنها من الحيوانات التي لم تُسجّل في قوائم الحيوانات المهدّدة بالانقراض.
- تتغذّى على الحيوانات الموجودة في قاع المحيط، من رخويّات، وسرطانات، وحبّار.
- يأكل القرش العفريت الكثير من الطّعام.
- طريقة صيد الفريسة عند هذا السّمك غريبة، فعندما يفتح فمه يخرج منه فك من الأسنان يُشبه فك الإنسان، ويخرج منه لسان يعمل على
شفط الفريسة والتقاطها.
- يمتاز قرش العفريت بلونٍ رماديٍ شاحب مائل للون الزّهري والأبيض عند منطقة البطن، واللّون الزّهري ظاهر بسبب شفافيّة الجلد، ويُمكنك فعلاً أن ترى الشّرايين الموجودة داخل الجسم.
- إنّ شكل الخرطوم الموجود على وجه القرش له استخدامات مهمّة، منها الدّفاع عن النّفس، واصطياد الفرائس.
