من مكة المكرمة أضيئت البشرية بميلاد النّبي محمد صلّى الله عليه و سلّم خاتم الأنبياء و المرسلين ، كانت مكة المكرمة و كل الجزيرة العربية تعيش في ظلام دامس ، يسودها التخلف لا طعم للحياة فيها ، كانت قريش على وجه الخصوص هي من القبائل العربية التي تسكن في مكة المكرمة حول الكعبة المشرفة ، كانت الكعبة المشرفة الدعاء عندها مستجاب و كانت القبائل و القافلات تحج إلى الكعبة المشرفة ، كانت قريش تعبد الأصنام و أشهر أصنامها اللات و العزى و هبل تلك من أكبر الأصنام حول الكعبة ، تميزت الجاهلية و أشتهرت بحب الخمر و الجواري و إقتناء العبيد و التجارة بأنواعها و كانت تشتهر بالفرسان ،و كانوا يتعصبون جداً لأصنامهم التي تصنع من الحجارة و من التمر .
ولد سيدنا محمد صلّى الله عليه و سلّم في 12 ربيع الأول من عام الفيل ، و عاش في مكة المكرمة مع عمه أبو طالب بعد وفاة والديه ، كان سيدنا محمد صلّى الله عليه و سلّم يلقب بالصّادق الأمين و كان برعاية الله و حمايته ، عمل النّبي عليه الصّلاة و السّلام بالرّعي و التّجارة عندما تزوج السّيدة خديجة بنت خويلد ، عندما كان عمر النّبي عليه الصلاة والسلام أربعون سنة اختاره الله تعالى ليكون رسولاً و نذيراً للعالمين و هو خاتم الأنبياء و الرسل جاء سيدنا محمد برسالة الإسلام ، حيث نزل القرآن الكريم على محمد عليه الصّلاة و السّلام عندما كان في غار حراء يتعبد ، كان الرسول عليه الصلاة و السلام تشهد له أخلاقه و طيب نسبه و صدقه و أمانته ، إنطلق محمد صلّى الله عليه و سلّم ليبلغ الناس رسالة الإسلام و بدأ دعوته سراً حيث آمنت السيدة خديجة بنت خويلد بزوجها رسولٌ من رب العالمين و آمن به من الرجال صديقه أبو بكر الصديق ، بدأ افسلام بعدد قليل بنسبة لقبيلة قريش الكبيرة ، و عندما أمر الله تعالى نبيه أن يجهر بالدعوة ، ثار جنون قريش و غضبها فهي تريد أن تبقى سيدة العرب و تحافظ على الوثنية ، فبدأت قريش تعد العدة لمحاربة الرسول عليه الصلاة و السلام و من آمن معه ، تعرض نبينا محمد للأذى الكثير من قريش ، فبدأت الهجرة الأولى للحبشه و كان ملك الحبشة نصرهم لأنه على دين عيسى عليه السلام ، ثم بدأت الهجرة الثانية حيث هاجر النّبي عليه الصلاة السلام من مكة المكرمة عندما أرادوا أن يقتلوه فهاجر إلى المدينة المنورة .
كانت المدينة المنورة مركز إنطلاق الدعوة الإسلامية فتم مبايعة الرسول عليه الصلاة و السلام على الإسلام ، و نصره قبيلتي الأوس و الخزرج ، آمن مع محمد صلّى الله عليه و سلّم الكثير من المسلّم ين و بدأت الدعوة في الجزيرة العربية عندما أرسل رسله لدعوة الناس للدخول بالإسلام و أعد محمد العدة و قاتل الكفار و المشركين في مكة المكرمة و حج الرسول عليه الصلاة و السلام حجة الوداع و توفي الرسول صلّى الله عليه و سلم في المدينة المنورة ، لم يتوقف الإسلام بموت محمد عليه الصلاة و السلام حيث تولى الخلافة الإسلامية من بعده أصحابه و تم القيام بالفتوحات و الغزوات لإكمال رسالة محمد صلى الله عليه و سلم و هي عبادة الله نعالى حيث محمد و لكن الله باقي فمن يعبد محمد فمحمد مات و من يعبد الله فالله باقي مانت تلك مقولة أبو بكر الصديق عندما توفي النّبي محمد صلّى الله عليه و سلّم و تولى الخلافة من بعده ، فحرص أصحاب محمد عليه الصلاة و السلام على نصرة دين الإسلام و إنتشر الإسلام و تولى الله تعالى بحفظ القرآن الكريم من التحريف و الزوال و توالت الأمم و تعاقبت الدول فكان للأمة الإسلامية عهدها و حضارتها و مجدها عندما كانت أوروبا نائمة في تخلفها و إنحطاطها و مكانها الوضيعة ، و الآن ما زال الإسلام حاضر و لكن بدون مجد فمتى يعود مجد الإسلام لمجده العظيم.