جعل الله سبحانه و تعالى الايمان بدينه عقيدة و التزاما ، فمن رضي بالإسلام دينا و شريعة ، و رضي بسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم نبيا و رسولا ، فقد أقام بينه و بين الله حبلا وثيقا و عقدا عظيما ، قال تعالى ( فمن يكفر بالطاغوت و يؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى ، لا انفصام لها ، و الله سميع عليم ) ، و الله سبحانه و تعالى لم يجبر البشر على شيء ، و من بين ذلك اعتناق الدين و إنما اختار الناس دين الله لإيمانهم به ، و أنه هو الدين الحق ، قال تعالى ( و من يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ، و هو في الاخرة من الخاسرين ) .
فمن دخل في دين الله علم أن الأمر ليس بالعبث ، و أن دين الله ليس للتسلية و التلهي ، و إنتعرف ما هو عقد جامع بين الله و عباده ، و المسلم حريص على الوفاء بعقوده مع البشر فما بالك بعقده مع الله سبحانه و هو رب البشر ، فلزم الالتزام به و الحرص عليه أكثر من غيره ، و إن من مقاصد الشريعة الخمس حفظ الدين ، و لا شك بأن الإنسان حين يدخل في دين الله ثم يخرج منه لهوى في نفسه يسيء إلى هذا الدين العظيم ، و قد يحدث البلبلة و الشقاق بين أفراد المجتمع الإسلامي ، فيكون بهذا الفعل قد أساء إلى نفسه و لدينه و لمجتمعه ، فوجب ردعه عن ذلك ، فتعرف على ما هى الطريقة التي حددها الشرع للتعامل مع المرتدين ؟ .
لا شك بأن الذي يكفر بدين الله أو ينكر تعرف ما هو معلوم في الدين بالضرورة تجري عليه أحكام المرتد ، و تكون عقوبته القتل حدا ، و إن الذي يقوم بتنفيذ عقوبة المرتد هو السلطان فهو المنوط بتطبيقها أو من ينوب عنه ، و إن المرتد و قبل تنفيذ عقوبة القتل به يستتاب ثلاثة أيام و يذكر بالله و ينصح للرجوع عتعرف ما هو فيه من الردة ، فإن أبى إلا الإصرار على الردة طبق الحاكم عليه عقوبة القتل ليكون عبرة لغيره ، و قد حارب أبو بكر الصديق قبائل العرب التي امتنعت عن أداء الزكاة و أنكرت فرضيتها فارتدت عن دين الله .