الطريق إلى الله هيَ غاية ما ننشده في هذهِ الحياة ، والطريق إلى الله سبيل النجاة ، فهيَ الطريق المستقيم وطريق الحق ، وإذا أردنا أن نعرف طريقنا إلى الله فعلينا أن نعرف الله ، ومعرفة الله عزّ وجلّ تكون بالنظر في خلقهِ وفي كونِهِ المنظور ، وفي كتابهِ الحكيم المسطور القرآن الكريم ، الذي لا يب فيه ولا شكّ ، نعرِف طريقنا إلى الله بالهداية وهدايتنا بالإسلام ، هدايتنا بإتباع رسولهِ الخاتم محمّد صلّى الله عليه وسلّم ، هدايتنا بطاعة أوامره ، فإذا تحقّقت الهداية وتحقّق الإتباع لما جائنا في القرآن الكريم وما جائنا به سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم ، فهذِهِ بلا شكّ هي الطريق إلى الله ، وهي النجاة من الطرق ووسائل المُهلكة.
من الطرق ووسائل أيضاً طريق الصلاة ، فالصلاة هي الصلة التي تربطنا مع الخالق جلّ وعلا ، إذ يكون العبد في أثناء صلاته أقرب ما يكون إلى الله تعالى ، حيث أنه يكون بين يدي الله تعالى و إذا دعا العبد ربه في أثناء الصلاة فإن الله تعالى بإذنه يستجيب له ، و هذا دليل على عظمة الصلاة و هي من أهم و أول الأمور التي يتقرب من خلالها العبد إلى ربه .
قال تعالى و تبارك : " الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ " صدق الله العظيم . نستنتج من الآية الكريمة عدد من الأمور التي يتقرب بها العبد إلى ربه ، فبحمد الله تعالى على نِعمه التي أنعم بها علينا لأن الحمد يُعتبر وسيلة للتقرب من الله ،لأن الله يزيد و يبارك لمن يحمده في ماله و صحته و رزقه و أولاده فأكثروا من الحمد ، والامر الثاني الذي يُقربنا إلى الله عز وجل الإيمان باليوم الآخر لأن الإيمان باليوم الآخر يُعد من الإيمان بالله تعالى فمن آمن باليوم الأخر و أنّ الله تعالى مالك يوم الدين و بيده زمام الأمور فإنه بذلك يتقرب من الله تعالى ، ومن الأمور الأخرى التي تقربنا من الله عز وجل هي عبادته و الإستعانة به فأي عبادة يقوم بها العبد من صلاة و صيام و إستغفار و غيرها تُعد من طرق ووسائل التقرب إلى الله تعالى حيث أمرنا بذلك في سورة الفاتحة و الإستعانة بالله تعالى و الإتكال عليه في كل الأمور من إحدى الطرق ووسائل التقرب إلى الله .
و لكي نستدل على الطريق إلى الله تعالى يجب تطهير القلب من كل شر و حقد بالإستغفار و الذكر و قراءة القرآن ، و معرفة الله تعالى من خلال التأمل بمخلوقات الله تعالى و معرفة عظمة خلقه و عدم الغفلة عن ذكر الله تعالى ، لأنه إذا غفلت عن ذكر الله تعالى فإنك أبعد ما يكون عن الطريق إلى الله تعالى .