هو الإمام أبو حامد الغزالي ، حجة الإسلام و مفتي الأمة و العالم الأوحد و إمام أئمة الدين و شرف الأئمة ، وسمي بالغزالي نسبة إلى بلدة غزالة من قرى طوس وهي المدينة التي ولد فيها وهي الآن تسمى مدينة مشهد وتقع في دولة إيران ، وقيل سمي كذلك لأن والده كان يعمل في صناعة الغزل ، وقد اختلف الباحثون في أصل الغزالي هل هو عربي أم فارسي حيث ذهب البعض إلى القول بأنه من أبناء العرب الذين دخلوا بلاد فارس مع الفتح الإسلامي واستوطنوها ومنهم من قال بأنه فارسي الأصل .
تصدى أبو حامد الغزالي للفلسفة والفلاسفة والدراسات الفلسفية التي كانت قد ازدهرت في ذلك العصر ومن أشهر ما كتب ونقل عنه كتاب تهافت الفلاسفة ، ونقل العديد من الباحثين العداء المستحكم بينه وبين ابن رشد الأندلسي ، درس الإمام أبو حامد الغزالي الفلسفة لمدة سنتين ثم بدأ بعدها في الكتابة متبنيا المنهج الفلسفي في الكتابة محاولاً دحض أقوالهم ، ويقول الغزالي عن نفسه وعن تلك الفترة :" ثم إني ابتدأت بعد الفراغ من علم الكلام بعلم الفلسفة ، وعلمت يقيناً أنه لا يقف عل فساد نوع من العلوم ، من لا يقف على منتهى ذلك العلم حتى يساوي أعلمهم في أصل ذلك العلم ، فشمرت عن ساق الجد في تحصيل ذلك العلم من الكتب ثم لم أزل أواظب على التفكير فيه بعد فهمه قريباً من سنة أعاوده وأردده وأتفقد غوائله وأغواره ، حتى أطلعت على ما فيه من خداع وتلبيس وتحقيق وتخييل ." وكان أول ما ألف الغزالي في ذلك النقد كتاب مقاصد الفلاسفة ووصل فيه الى نتيجة مفادها أن كل الفلاسفة كفرة وملحدين رغم وجود تباين في القرب عن الحق والبعد عنه على حد قوله . ويعتبر الغزالي أول عالم دين اسلامي يقوم بتحليل نقدي للفلسفة ، وقد كفر الغزالي الفلاسفة المسلمون المتأثرين بالفلسفة اليونانية في كتابه تهافت الفلاسفة خاصة ابن سينا والفارابي وقضى على الفلسفة العقلانية في العالم العربي ولم يرد عليه سوى ابن رشد في كتابين هما فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الإتصال ، ومن بعده كتاب تهافت التهافت الذي جاء رداً على كتاب تهافت الفلاسفة.
): " لما كان يوم الإثنين وقت الصبح توضأ أخي أبو حامد وصلّى، وقال: "عليّ بالكفن"، فأخذه وقبله، ووضعه على عينيه وقال: " سمعاً وطاعة للدخول على الملك "، ثم مد رجليه واستقبل القبلة ومات قبل الإسفار . وقد سأله قبيل الموت بعض أصحابه ، فقالوا له : أوصِ . فقال : «عليك بالإخلاص» فلم يزل يكررها حتى مات .
وقد قال أبو المظفر الأبيوردي شعراً في رثاء الغزالي منه :
بكى على حجة الإسلام حين ثوى .. من كل حي عظيم القدر أشرفه
فما لمن يمتري في الله عبرته .. على أبي حامد لاح يعنفه
تلك الرزية تستوهي قوى جلدي .. فالطرف تسهره والدمع تنزفه
فماله خله في الزهد تنكره .. وما له شبهة في العلم تعرفه
مضى فأعظم مفقود فجعت به .. من لا نظير له في الناس يخلفه .