مركبات الكلوروفلوروكربون
مركبات الكلوروفلوروكربون هي مركبات كيميائية تحتوي على ذراتٍ من الكلور، والكربون، والفلور، وهي تعتبر مركباتٍ غير سامة وغير قابلة للاشتعال، ويتم في العادة استخدام أرقامٍ للتمييز بين هذه المركبات المختلفة من الكلوروفلوروكربون، والتي من خلالها يمكن تمييز عدد الذرات الموجودة في هذا المركب من الكربون، والفلور، والهيدروجين، والكلور.
يتمّ ذلك بإضافة 90 إلى رقم المركب، فعلى سبيل المثال عند إضافة 90 إلى المركب الذي يحمل الرقم 11 سيكون الناتج هو 102، بحيث يشير الرقم الأول إلى عدد ذرات الكربون والثاني إلى الهيدروجين والثالث إلى الفلور، وأمّا الكلور فيتم الحصول على عدده عن طريق معادلةٍ أخرى.
تاريخ مركبات الكلوروفلوروكربون
يعود تاريخ هذه المركبات إلى بدايات القرن العشرين، حيث كانت مركبات الأمونيا والميثيل وغيرها شائعةً كغازاتٍ للتبريد في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، إلّا أنّ هذه المركبات كانت تعتبر مركباتٍ سامةً أدت في عددٍ من الحوادث إلى موت الناس جراء التسمم، ولهذا كان لا بد من تطوير مركبٍ غير سامٍ ليحلّ محلّها.
قام تشارلز كترنج نائب رئيس شركة جنرال موتورز في تلك الفترة بتشكيل فريق لتطوير مثل هذا المركب بقيادة توماس ميدغلي، وبعد التجارب والتطوير كان هذا المركب هو الفريون الذي حلّ مكان الغازات التي كانت تستخدم في تلك الفترة.
استخدامات مركبات الكلوروفلوروكربون
لقد انتشر الفريون بعد تطويره بشكلٍ كبيرٍ جداً حول العالم، فقامت شركة كارير والتي تعتبر من أكبر وأقدم شركات التدفئة والتبريد حول العالم باستخدام الفريون في أوّل أنظمة التكييف المنزلية المستقلة، وكما لم يقتصر استخدامه في التبريد على الاستعمالات المنزلية فقط بل كان هو الخيار الأول في أنظمة التكييف الكبيرة، فتغيرت القوانين المتعلقة بالصحة العامة في معظم الولايات الأمريكية ليتمّ استخدام الفريون كغاز التبريد الوحيد في الأبنية العامة نظراً إلى أمانه من حيث السميّة أو قابلية الاشتعال.
لم يقتصر استخدام مركبات الكلوروفلوروكربون على التبريد فقط، بل توسع استخدامها ليشمل الدهانات ومبيدات الحشرات وغيرها، وأصبح من الممكن تطوير أنظمة تبريدٍ منزلية وتبريدٍ في السيارات رخيصة الثمن باستخدام هذه المركبات، كما أصبحت هذه المركبات هي المستخدمة عالمياً لتصل مبيعاتها إلى ما يقارب المليار دولار حول العالم.
مخاطر مركبات الكلوروفلوروكربون
ما لم يكن معروفاً حين تطورت مركبات الكلوروفلوروكربون هو أضرارها البيئية، التي ازدادت بشكلٍ كبيرٍ بعد انتشارها الواسع حول العالم، فبينما كانت هذه المركبات آمنةً على البشر وفي الطبقات السفلى من الأرض كانت هذه المركبات تشكلّ خطراً كبيراً في الطبقات العليا من الغلاف الجوي وخاصةً في طبقة الأوزون.
إنّ هذه المركبات أدت إلى تحلل طبقة الأوزون التي تقوم بحمايتنا من الاشعة فوق البنفسجية، وبالتالي أدت إلى تكوين ثقب الأوزون نتيجة ازدياد استعمالها حول العالم، كما أنّ مشكلةً أخرى متعلقةً بهذه المركبات هي كونها أحد الغازات الدفيئة التي تقوم بحبس الحرارة الواصلة من الشمس في الأرض، ومنعها من الخروج إلى الفضاء، ممّا يسبب زيادةً كبيرةً في حرارة الأرض مشكّلةً ظاهرة الاحتباس الحراري.
لهذا تمّ تقليل استخدام هذا المركب بشكلٍ كبيرٍ حول العالم، حتى أصبح استخدامه شبه معدومٍ وتمّ استبداله بمركباتٍ أخرى تستخدم حالياً كغازاتٍ للتبريد والتي تعدّ آمنةً على الأرض.