مع بداية الربيع في كل عام يحتفل المصريون بيوم شم النسيم ، فيقومون بالخروج للمتنزهات و الحدائق و يمارسون عاداتهم في تلوين البيض و تناول الأسماك المملحة ( الفسيخ ) و الأسماك المدخنة ، و يكون هذا اليوم بالنسبة لهم هو يوم تدشين فصل الربيع في مصر ، و يدعونه بيوم ( شم النسيم ) . و كلمة شم النسيم مشتقة من اللغة المصرية القديمة ، اللغة القبطية . و هي لغة المصريين قبل الفتح الإسلامي ، ولازالت مستخدمة في الكنائس الأرثوذكسية في مصر لقراءة الصلوات .
و عن تاريخ الإحتفال بذلك اليوم الذي احتفى و احتفل به المصريون منذ عهد الأسرة الثالثة الفرعونية ، بحسب تعرف ما هو مدون على جدران المعابد و الآثار التي وصلتنا من عهد الفراعنه ، و كان اسم هذا اليوم في اللغة الهيروغليفية ( شمو ) ، و يوافق ذا اليوم يوم الإعتدال الربيعي الذي يتساوى فيه الليل و النهار ، و اعتقد الفراعنة أنه في هذا اليوم بدأ خلق العالم ، فكانوا يتناولون الطعمة التي ترمز إلى تجدد الحياة و الخصوبة و الخير في ذلك اليوم ، فكان أكل البيض مثلاً إشارة إلى خلق الحياة من الجماد ، و قد صورت البرديات الفرعونية القديمة الإله ( بتاح ) و هو يخلق الأرض على شكل بيضة – الأمر الذي أثبته العلم فيما بعد أن الأرض ليست كروية تماماً و إنما بيضاوية الشكل - ، فكان تلوين المصريين للبيض في هذا اليوم كنوع من طقوس الإحتفاء بالحياة و تمجيدها ، وكانوا ينقشون على قشور البيض أمانيهم التي يريدون تحقيقها في العام الجديد . كذلك تناول المصريين في ذلك اليوم السمك المملح مع البصل ، حيث أن السمك الذي يخرج من نهر النيل رمز الخصب و الحياة بالنسبة للمصريين ، و البصل الذي عرف المصريون عنه أنه يطرد الأرواح الشريرة و يذهب الأمراض ، كذلك كان من عادات المصريين القدماء تناول الخس في يوم شم النسيم ، الذي أثبتت الأبحاث العلمية الحديثة أنه من الخضروات الهامة التي تزيد من الخصوبة .
و مع تطور الديانات في مصر احتفظ لمصريون بالإحتفال بيوم شم النسيم بأشكال مختلفة ، حيث يوافق عيد الفصح اليهودي يوم شم النسيم ، و تذكر الكتابات التوراتيه أنه اليوم الذي خرج فيه اليهود من مصر . و مع دخول المسيحية ظل المصريون يحتفلون بشم النسيم كل عام بعد عيد القيامة بيوم واحد كشكل احتفالي بإنتهاء الصوم الكبير عند المسيحيين . و حتى مع دخول الإسلام ظل المصريون على عادتهم في الإحتفال بالربيع من كل عام في يوم شم النسيم .