إنّ القماش المعروف باسم البوليستر هو أحد أنواع الأقمشة التي تتكوّن من خيوط صناعيّة وليست طبيعية مثل تعرف ما هو دارج في الأقمشة القطنيّة أو الصوفيّة أو المكوّنة من الحرير الطبيعي، فالأقمشة الأخيرة هي عبارة عن أقمشة دخلت في مكوّناتها خيوط مصدرها طبيعي كالصوف المأخوذ من صوف الماشية، والقطن المزروع طبيعيّاً في الأرض، والحرير الطبيعي، والّذي تنتجه دودة القز، فممّ يتكوّن البوليستر؟
إنّ البوليستر هو عبارة عن دمج كلمتين في اللغة الانكليزيّة وهما: بولي وإستر، وبولي تعني متعدّد أو عديد، في حين أنّ إستر هو عبارة عن جزيئيّات خطية تدخل الأملاح العضويّة في مكوّناتها بنسبة خمسة وثمانين بالمائة، بالإضافة إلى حمض التيرفتاليك، وبذلك فإنّ البوليستر هو أحد أنواع المواد التي يدخل من ضمن مكوّناتها أحد أشكال الإستر وهو ما يطلق عليه الاسم العلمي زمرة إستر.
ولكن اصطلاحيّاً فإنّ البوليستر الدارج في صناعة القماش وغيره يشير إلى تلك المجموعة المسمّاة بالبولي إيتيلين تيرفثالات، وهي مادّة مقاومة للحرارة، وتستخدم في أحد استخداماتها في صناعة الألبسة المقاومة والمضادّة للحريق. كما ويستخدم البوليستر في صناعة الثياب بمختلف أنواعها، وكذلك في صناعة أقمشة المفروشات المختلفة ، ويدخل أيضاً في صناعة إطارات السيارات، وفي صناعة أحزمة الأمان، كما ويستخدم في ملء الحشوات للأغطية المختلفة.
ميّزات البوليستر
ومن ميّزات البوليستر الذي يدخل في صناعة الملابس والأقمشة أنّه مقاوم للتهتّك والاهتراء، ومقاوم للكرمشة والانكماش، ومقاوم جيّد للتجّعد، ويمتاز بالمرونة والمتانة واللمعان، وهو قليل التشبّع بالماء أو تسريبه، ولكنّه في نفس الوقت غير مريح على الجلد ويسخن بسرعة، وتصعب صباغته إلّا بوجود مواد مساعدة تساعد على ذلك، ولهذه الما هى اسباب فقد تمّ المزج ما بين القطن الطبيعي وما بين البوليستر في إنتاج خيوط تجمع ما بين المنتجين، للحصول على مميّزات طرق ووصفات تحمل وتحتوي على الإيجابيّات الموجودة في النوعين المختلفين.
وتتمّ عن طريق مادّة البوليستر صناعة العازلات الحراريّة وأغطية أسلاك الكهرباء العازلة وقماش المشمع الّذي تُغطّى به الموائد ، كما ويدخل البوليستر في صناعة الزجاجات، وفي صناعة القوارب والسيّارات والمصانع وغيرها. ولكن في الوقت الحالي بات الإقبال يقلّ على الأقمشة المصنوعة من البوليستر الخالص، لما تحتويه هذه الأقمشة من مضار تثير تهيّج الجلد على المدى الطويل، بالإضافة لكونها أقمشة تزيد من التعرّق والإحساس بعدم الراحة، ويتمّ التوجّه إلى أقمشة معالجة ولا تحتوي إلّا على نسبة قليلة من البوليستر في مكوناتها.