كلّنا نحتفل بيوم شم النّسيم هذا اليوم نخرج فيه للتنزه في الحدائق مع أقاربنا وأحبّاءنا ونتناول فيه البيض والفسيخ وهو من الأعياد الرسميّة. لكن لماذا نحتفل بهذا اليوم ؟ وما أصوله التاريخيّة؟ ومن أين أتت فكرة تناول بعض الأطعمة المعينة فيه؟
الأصول التاريخيّة ليوم شم النسيم:
عيد شم النسيم يرجع تاريخيّاً إلى عيد كان يحتفل به الفراعنة فى عصور ما قبل الميلاد والعصور ما قبل الأسر الفرعونيّة. وكان يسمّى عيد شم النسيم باسم (شوم) وهى كلمة تعني(انتشار الزروع) لكن فى العصر الحديث تغيّرت الكلمة و أضيف إليها كلمة نسيم حيث أنّه يأتي فى بدء فصل الرّبيع حيث تناقل شعب اسرائيل هذا العيد ومنهم تناقلتها الدّيانة المسيحيّة إلى أن وصلت إلينا. كان يحتفل القدماء المصريّين بعيد شم النّسيم إعتقاداً منهم أنّ هذا اليوم هو بدء الخليقة ويرمز عندهم إلى بعث الحياة. تم تحديد يوم شم النسيم من قبل القدماء المصريّين حينما يتساوى فيه النّهار مع اللّيل ويسمّونه فيما يعرف بالإنقلاب الرّبيعي.
ارتبط يوم شم النّسيم بعيد القيامة الذي يحتفل به مسيحيّو مصر حيث يكون عيد القيامة يوم الأحد ويليه عيد شم النسيم يوم الأثنين. يعود هذا الإرتباط بين العيدين إلى عصور انتشار المسيحيّة فى أرض مصر فى القرن الرّابع الميلادي حيث أنّ مصر فى هذا العصر كانت دولة مسيحيّة. كان المسيحين يصومون الصّوم الكبير وعدده 55 يوم وكان يأتي عيد شم النّسيم فى وسط الصّوم الكبير الذى يمنع فيه تناول المأكولات الحيوانيّة أو عمل أي مظاهر للأفراح مما يتّسم به هذا اليوم. لذلك قرّر الحكام فى هذه الآونة إلى تأجيل عيد شم النّسيم حتّى يكون اليوم التالي لعيد القيامة.
أطعمة شم النسيم:
- أرتبطت بعض المأكولات يوم شم النسيم مثل ( البيض، والفسيخ، والبصل ، والخس)
- البيض الملوّن:تتّسم كل موائد الطّعام فى مختلف بلاد العالم بوجود البيض فى يوم عيد شم النّسيم ويرجع هذا المعتقد إلى القدماء المصريّين. حيث كانوا يقومون بتلوين البيض وكتابة أمنياتهم عليه وتعليق البيض فى أفرع الشّجر حتى يأتي نور الإله (الشمس) وتأتي بركاته ويحقق لهم أمنياتهم.
- الفسيخ( السمك المملّح):ظهرت هذهالفكرة فى القرن الخامس الميلادي حينما بدأ المصريّين يقدسون النّيل ويعتبرونه إله ويعتقدون أنّ الحياة قد بدأت من النّيل. ومن هنا كانوا المصريون القدماء بارعون فى حفظ الأسماك وتمليحها.
- البصل:كان البصل لدى المصريين القدماء يرمز للغلبة على الموت والمرض حيث أنّهم كانوا يعتبرون البصل كدواء لأمراض كثيرة.