الأعياد والمناسبات التي يحتفل بها الناس مختلفة وكثيرة، وتتنوع مظاهر الإحتفال في كل عيد منها بحسب معتقداته وتقاليده وعاداته الموروثة. فقد تكون الأعياد دينية مرتبطة بالديانات السماوية كعيد الأضحى، وعيد الفطر للمسلمين، وكذلك فهناك أعياد خاصة للمسيحيين، واليهود. كما وتوجد أعياد مرتبطة بأحداث وذكرى معينة يحتفل بها الناس لتخليد ذكرها. ومن الأعياد التي سنتعرّف عليها أكثر في مقالنا هذا "عيد شمّ النسيم"، فتعرف ما هو هذا العيد؟ وتعرف على ما هى أصوله؟ وتعرف ما هو حكم الإحتفال به عند المسلمين؟
تعرف ما هو عيد شم النسيم
عيد شم النسيم هو مهرجان سنويّ وعيد يأتي في فصل الربيع، وهو مرتبط بالمصريين ويحتفلون به كل سنة بزيارة أماكن المنتزهات، وبتلوينهم للبيض، وأكلهم للفسيخ. هذا العيد هو عيد قديم لدى المصريين، وهو من أعياد الفراعنة القدامى بدأوا الإحتفال به منذ أكثر من ألفين وسبعمئة قبل الميلاد، وقد أخذه عنهم بنو إسرائيل ووصل للأقباط إلى يومنا هذا. وقد تمّ تحديد هذا العيد ارتباطاً بالظواهر الفلكيّة والطبعية والحياة، وهو اليوم الذي يحتفلون به "بعيد الربيع"، والذي يكون في اليوم الأول لفصل الربيع أي اليوم الأول الذي يتساوى فيه الليل مع النهار. وقد أطلق عليه الفراعنة قديماً اسم "عيد شموس" أي العيد الذي تبعث فيه الحياة، ونلاحظ أنّ اسمه في يومنا هذا مرتبط بنسيم الربيع الذي يعلن بداية هذا الفصل الجميل. نقل بنو إسرائيل هذا العيد إليهما عندما خرجوا من مصر وقد اختاروا هذا اليوم لنجاتهم، وأطلقوا عليه اسم "عيد الفصح" أي "عيد الخروج" بما يتوافق مع سنتهم العبريّة.
هذا العيد بالنسبة للمصريين في يومنا هذا هو "مهرجان" تشترك فيه طوائف مختلفة، ومن مظاهر أن يخرج الناس إلى المتنزهات، والحدائق، وأماكن الترفيه ويحضرون معهم أنواع معينة من الأطعمة الخاصة بهذا العيد، كأن يحضروا مثلاً البيض، والسمك المملح، والبصل، والحمص الأخضر، والخس. والبيض هو أحد أهم الأطعمة الخاصة بهذا العيد والذي يعتبر لديهم رمزاً للحياة، والخلق، والبعث، والخصب، وهم ينقشون عليه أمنياتهم ودعواتهم، وأخيراً فإنّهم يضعون هذا البيض الملّون في سلال مصنوعة من النخيل ويعلقونها، حتى تحصل على بركات إله النور لديهم كما يعتقدون وتتحقق أمانيهم.
أما فيما يتعلق بحكم الإحتفال به عند المسلمين فهو حرام، حيث أنّ أصل هذا العيد فرعونيّ وثنيّ، وقد انتقل لليهود والمسيحيين وانتقل إليهم، فالاحتفال به يعني تقديس للشعائر الوثنية المحرمة، والتي ترتبط لدى المسلمين بالشرك. وكذلك فإن معتقداتهم التي يقومون بها في هذا العيد بعيدة كل البعد عن الدين الإسلامي، كما أنه لا يوجد لدى المسلمين سوى عيدين، وهما عيدا الفطر، والأضحى.