يعتبر ( كتاب السرّ ) من الكتب ذات الأهميّة التي تعنى فيما يعرف بـ ( قانون الجذب )، لما له من فوائد في تحفيز الإنسان على العيش باحسن وأفضل ما يمكن له، من خلال جذب الطاقات التي يريدها.
إنّ مؤلّف كتاب السرّ هو ( روندا بايرن )، وقد حصد هذا الكتاب أعلى نسبة مبيعات في العالم في عام 2006م؛ حيث قد استند في تأليفه وكتابته على فيلم قد سبق تمثيله وكان يحمل الاسم ذاته، وقد بيع من هذا الكتاب أكثر من 21 مليون نسخة في أغلب بلدان العالم؛ حيث قد ترجم للغاتٍ عديدة تصل إلى أكثر من 44 لغة، وبالرّغم من توزّعه بشكل كبير وعلى مساحاتٍ إقليميّة شاسعة، إلاّ أنّه حصل على جدلٍ كبيرٍ وخاصّةً من المهتمّين في دراسة علم الطاقة والنفس، وأيضاً قد تمّ تناوله في كثير من البرامج التلفزيونيّة بطرق ووسائل ساخرة، إلاّ أنّه في قمةّ الكتب الأشهر عالمياً لـ 146 أسبوعاً، وذلك حسب قائمةٍ نشرتها الصحيفة الأمريكيّة ( نيويورك تايمز ).
إنّ من الأفكار الهامّة التي يدعو إليها الكتاب هي فكرة أن يفكّر الإنسان بإيجابيّة، لما لهذه النظرة في حياة الأشخاص من تَبِعات يمكن لها أن تخلق ثماراً ونتائجاً تحسّن من حياة الفرد إن كان من الناحيّة الماديّة؛ كحصد ثروة ضخمة، أو من ناحية الصحّة، أو حتّى السعادة في الحياة التي تُعاش .
لقد كان المحور الرئيسي لهذا الكتاب يشير إلى أنّ الكون بمجمله يخضع لـ ( قانون الجذب ) الذي يتحكّم به، وأنّه عبارة عن جذب لحالات وأيضاً أحداث وربّما خبرات قد حصلت في حياة أحد الأشخاص، فتخضع لتوارد أفكاره وكذلك لمشاعره. ويتحدّث الكتاب عن تغيّر حياة الإنسان من وضعه الّذي هو عليه إلى وضع آخر يرضيه أكثر؛ بحيث يكون مالكاً للثروة مثلاً وللسعادة، وأيضاً للصحّة، وهو التفكير بشكلٍ إيجابيّ.
إنّ كتاب السرّ يصف قانون الجذب بأنّه هو الّذي يحدّد نظام الكون بشكلٍ كامل، وهو يحدّد حياة الفرد الشخصيّة، وذلك خاضعٌ لعمليّة تعرف بـ ( تجاب المشابه)؛ فالجذب هو قانون طبيعي، حيث إنّنا حينما نفكّر بشيء ما أو نشعر به، فإنّنا نرسل رسائل يكون لها تردّدٌ للكون الخارجي، وهي من شأنها أن تجذب لنا أحداثاً وربّما ظروفاً تكون بنفس التردّد المرسل .
وقد شرح لنا الكتاب بأنّه عند التفكير بشكل غاضب ستكون الأفكار التي ستردنا ممتلئةً بالغضب، وبالتالي فإنّه عند التفكير بشكلٍ سعيد وإيجابي، ستكون الأفكار التي ستردنا ممتلئةً بالسعادة. فيحثّ الكتاب بشكلٍ عام على تغيير طريقة التفكير؛ إذ إنّها بحدّ ذاتها تقف عائقاً في طريق وصولنا إلى أهدافنا وآمالنا في هذه الحياة، وقد قالت العرب (تفاءلوا بالخير تجدوه)، وإنّي لأجد أنّ محور هذا الكتاب هو التفاؤل الّذي حثّ عليه العرب قديماً، ولم يطبّق شيئاً منه، ولعلّنا نستفيد من حثّ هذا الكتاب على الجذب الإيجابي.