بيّن النّبي صلّى الله عليه وسلّم حال أمّته من بعده وكيف أنّها سوف تفترق ثلاثاً وسبعين فرقةً كلّها في النّار إلّا واحدة، وهي الجماعة التي تظلّ متمسّكة بمنهج الله تعالى ورسوله الكريم أي مذهب أهل السّنة والجماعة، وما صحّ عن السّلف الصّالح، ومن بين الفرق الضّالة التي انحرفت عن المنهج القويم فرقة الشّيعة الرّوافض الّذين ابتدعوا في الدّين ما لم ينزّل به الله، وقد قدّسوا عددًا من أئمة أهل البيت حتّى بلغوا بهم مرتبة الآلهة أحيانًا في بعض الصّفات - والعياذ بالله -، وقد سمّوا أنفسهم بشيعة علي، وسيّدنا علي رضي الله عنه بريءٌ منهم إلى يوم القيامة، وقد نسبوا إليه من الأمور ما لا يرضى به الله تعالى، ومن بين الكتب التي يقدّسونها ويحترمونها كتابٌ يسمّونه كتاب الجّفر، وينسبونه إلى الإمام عليّ وأحيانًا إلى الإمام جعفر الصّادق، فتعرف ما هو كتاب الجفر ؟
كتاب الجفر
سمّي كتاب الجفر بهذا الاسم نسبةً إلى الجفر وهو ولد الماعز، وقد سمّي كذلك لأنّه كتب على جلده بزعمهم، وقد نقله هارون بن سعيد العجلي زعيم الزّيدية، حيث زعم روايته عن الإمام جعفر الصادق، وزعم كذلك بأنّه كان مكتوبًا على الجلد، ثمّ قام بكتابته على الورق، وكتاب الجفر يحوي طلاسم ورموزاً يدّعي الشّيعة أنّ فيها من الأخبار والغيب الكثير، وفيها خبر ما سوف يحدث لأهل البيت خاصّة وللمسلمين عامّة من حوداث ونوائب، فتعرف ما هو رأي أهل السّنة في هذا الكتاب، وتعرف على ما هى حقيقته؟
رأي أهل السنّة بكتاب الجفر
يؤكّد علماء أهل السّنة على أنّ هذا الكتاب هو مجرد اختلاق وكذب على الأئمّة رضوان الله عليهم، كما يؤكّدون على مكانة الإمام علي بن أبي طالب وعلمه الكبير الّذي أخذه عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم، فهو الّذي تربّى في كنف النّبي عليه الصّلاة والسّلام وأخذ عنه ولازمه، وكان أوّل الصّبيان إيمانًا به، وعلمه وفقه لا ينكره عاقل، وقد بيّن سيّدنا علي أنّه لم يستأثر بشيءٍ من علم النّبوة دون النّاس، حيث رويت أحاديث تبيّن ذلك وفي أحدها يبيّن سيّدنا علي لأحد الصّحابة حين سأله فيما إذا كان عندهم علمٌ ليس في القرآن، فكان جوابه بالقسم؛ حيث قال: لا والّذي برأ النّسمة وفلق الحبّة، إلّا فهمًا يعطيه الله رجلًا في كتاب الله تعالى، وما في هذه الصّحيفة، فسأله الصّحابي عن هذه الصّحيفة، فقال فيها العقل وفكاك الأسير وأن لا يقتل مسلمٌ كافر.