بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه. أما بعد،
الجهاد لغة: هو مصدر مشتق من الجذر الثلاثي (جهد)، وهذا جذر يدل على المشقة والوسع والطاقة، فإذا جاء الجهد، بفتح الجيم، فهو يعني: المشقة والغاية. أما إذا جاء بضم الجيم، فهو يعني: الوسع والطاقة، فإذا قيل: فلان جهد فرسه؛ أي أنه شق عليها وأتعبها. والجهاد في الاصطلاح الشرعي لا يخرج عن المعنى اللغوي. وهناك جهاد له مدلول خاص، وجهاد آخر له مدلول عام، فالجهاد بالمدلول الخاص، فإنه يراد به جهاد الكفار، والجهاد بالمدلول العام يراد به جهاد النفس، وجهاد الشيطان، وجهاد الفساق والمنافقين، ويضاف إلى ذلك: جهاد الكفار. والجهاد بالمدلول الخاص هو ما نحن بصدده في هذا المقال، وقد عرفه العلماء وقالوا: هو بذل الوسع والطاقة في محاربة الكفار وقتالهم.
وللجهاد فضل كبير، ومكانة عظيمة في الإسلام؛ وذلك لأهميته الكبيرة، فعن طريق الجهاد يحفظ هذا الدين، وتحفظ ديار الإسلام، وتتحقق العزة للإسلام والمسلمين، وتتحقق المذلة للكفار. وبه ترتفع راية الإسلام، وينشر الدين في مشارق الأرض ومغاربها، ويتم تبليغه للناس. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث طويل ورد عنه: « ... رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد... » [رواه الترمذي، وصححه الألباني].
وقد اتفق العلماء على أن الجهاد فرض وواجب على المسلمين، ولكنه إما أن يكون فرض كفاية، وإما أن يكون فرض عين، وذلك حسب نوعه، فالعلماء يقسمون الجهاد إلى نوعين، وهما:
وهناك بعض الحالات الأخرى التي يتعين في الجهاد؛ أي أنه يصبح فرض عين، ومنها: