من أنواع الزكاة التي كتبت على المسلمين والتي يجب عليهم إخراجها ودفعها وتأديتها إلى المستحقين، هي زكاة الفطر أو زكاة الأبدان، و هذه الزكاة قد وجب على المسلمين دفعها خلال أيام شهر رمضان المبارك، و قبل صلاة عيد الفطر، تجب زكاة الفطر على كل مسلم قادر ماليا على تأديتها، و تختلف عن الزكاة العادية بأن هذه الزكاة واجب على المسلمين تأديتها تطهيرا لما علق في نفوسهم خلال الشهر الكريم، و مساعدة للفقراء و المحتاجين على قضاء حوائجهم في رمضان و العيد و من هنا تدفع زكاة الفطر عن الأشخاص، على عكس الزكاة العادية و التي يدفعها المسلمون تطهيرا لأموالهم فتدفع كنسبة من الأموال التي يمتلكها المسلم.
تعارف المسلمون على أداء هذه الزكاة منذ عهد النبي المحمد – صلى الله عليه وسلم -، و قد استند المختصون في العلوم الشرعية في إطلاق صفة الوجوب على هذه الزكاة، بالأدلة التالية:
- قول الصحابي الجليل عبدالله بن عمر: " فرض رسول الله زكاة الفطر من رمضان صاعا من تمر أو صاعا من شعير على العبد الحر و الذكر و الأنثى و الصغير و الكبير من المسلمين و أمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة ".
- قول الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري: " كنا نخرج صدقة الفطر صاعا من طعام أو صاعا من شعير أو صاعا من تمر أو صاعا من أقط أو صاعا من زبيب "
وهذان القولان قد أوردهما عدد من المختصين في الكتب التي وضعوها وعلى رأسهم البخاري ومسلم، كما أن هناك عدد آخر من الأدلة التي استندوا عليها في وجوب تأدية هذه الزكاة.
يجب على كل مسلم يمتلك ما يزيد عن قوته وقت من يعيلهم في يوم العيد وليلته دفع زكاة الفطر ويجب أن يدفعها من يقوم على الأسرة عن كل فرد من أفراد الأسرة يعيله هو، أما مقدارها فهي تقدر بقيمة حوالي 3 كغم من الأرز أو القمح أو الشعير أو التمر أو الزبيب أو الطحين، وتقدر الجهات المسؤولة في كل دولة قيمة زكاة الفطر كل سنة في رمضان وتعلن على عامة الشعب.
وقد قال المختصون في من نسي أن يدفعها أن النسيان لا يسقط هذه الزكاة عن كاهل المسلم، ويجب عليه أن يدفعها بمجرد ما تذكر ذلك حالها كحال النسيان في العديد من الأمور الأخرى المشرعة على المسلمين وأتباع الرسالة المحمدية.
