خلق الله الانسان ، وبث بينه الأزواج ، من أجل تكوين الأسر التي تعتبر الأساس في تكوين المجتمع ، فكانت الأسرة من أهم العلاقات التي تبنى في المجتمع ، فالأم هي التي ترضع ، وتنجب ، وتربي ، وتحمل وتلد ، وهي القوية كالرجل في أداء الأعباء التي تهبط عليها في المنزل ، كما أنها الأساس لكل بيئة صغيرة يسميها المجتمع بالأسرة ، والأب هو الكفيل ،و هو المعيل لآفراد الأسرة ، التي تنتظره في ختام اليوم ، من أجل
الحصول على لقمة العيش التي اعتبرت الأساس في حياتنا في هذه الأوضاع الساخنة التي تمر علينا ، والأب والأم على السواء ، هما المسؤولان عن تكوين هذه الأسرة ، وبناء عشها في مكان يبعد عن الأنظار ، والمشاكل وعيوب ،و المحاباه على الأطفال حتى يكبر كل منهما ويكون أسرة يكن هو مسؤول عنها ، فعلى سبيل المثال تبقى الأم هي الأساس والمكون الرئيس للعائلة ، لأنها هي التي تحضر كل الأوقات في الأسرة ، وهي التي تربي وتقوم وتوجه الأبناء للطريق المستقيم ، الذي أصبح تخلفا بسبب هذا الواقع البائس .
وعلى الرجل الإحتماء جيدا ، حتى تبقى أسرته متماسكة ، وقوية ، ومتينة الأرجاء . فلو أرادت الأم أن تحصل على ما تريد ، فكل ما عليها فعله من أجل التوصل إلى أسرة متماسكة ، تتعلم الأمور الدينية والدنيوية ، والعمل الجاد على إصلاح ما تم تدميره من أخلاق بفعل الحياة القاسية التي نعيشها اليوم .
وحديثنا اليوم سيدور عن تحريم زواج الأمهات ، وعند قراءة العنوان ، قد يتعجب الكثيرون ، فهل هناك من يتزوج أمه ، فالجواب بالطبع لا ، وإن كانت هناك بعض الحالات التي سجلها التاريخ لأشخاص تزوجوا أمهاتهم بعد موت الأباء ، ولكن الحديث يدور عن النساء اللواتي تربطنا بهن علاقة تحريم مؤقت أو مؤبد ، ويعني بذلك أنهن لا يجوز لنا الزواج بهن بسبب القرابة التي تربطنها بهن .
ومن أهم النساء اللواتي لا يجوز ويحرم علينا الزواج بهن ، أو الإرتباط بهن لأي سبب كانت ، وهي كالتالي :
أولا / الأم :فلا يجوز لآحد أن يتزوج أمه ، مهما كانت الما هى اسباب ، فهي تعتبر من المحرمات تحريما أبديا ، فحرم الله هذه العلاقة لما فيها من اختلاط للأنساب ، وحرمة اختلاط الدم ، وعدم تكافؤ الحياة ، فمن الغريب حقا أن يفكر أحد بأمه كزوجة له ، وأيضا الأخت ، وابنه الأخت ، وابنه الأخ .
ثانيا : االنساء اللواتي يربطنا بهن قرابة ، كالعمة والخالة ، فهن من المحرمات تحريما أبديا ، ولا يجوز الاقتران بهن ، حتى لو خلت الأرض من النساء .
وختاما وثالثا : زوجة الأب ، أو زوجة الأخ ، او زوجة الخال أو زوجة العم ، فهن لا يجوز الزواج بهن ، لأن الله أمر بذلك ، ويكون بذلك التحريم مؤقتا ، حتى يزول العقد فيما بينهم ، وبعدها ، من الممكن أن ينتظر الرجل فترة العدة للارتباط بهن ، ما عدا زوجة الأب ، فهي من المحرمات تحريما أبديا .
