بعد سقوط الخلافة الأموية على يد العباسيين عام 132 هجري وكان هناك بعض الأمويين الذين فرّوا خوفاً من بطش العباسيين بهم، وكان من بين الأمويين الذين فوراً من العباسيين عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبدالملك بن مروان المعروف بعبد الرحمن الداخل ولقب بصقر قريش وهو ولد سنة 113هجري في الشام ، فراسل جميع من أحب الدولة الأموية من أتباع الأمويين بعد سقوط الدولة الأموية وعرض عليهم فكرة الذهاب إلى الأندلس التي ما زالت تحت الحكم الأموي في ذلك الوقت ، وفعلاً ذهب إلى الأندلس وبدأ بتشكيل دولته فيها بعيدا عن دولة وخلافة العباسيين وكان ذلك عام 138 هجري بعد أن فرّ من دمشق وكانت الرحلة التي ذهب بها من الشام إلى الأندلس طويلة جداً غذ إستمرت حوالي ست سنوات حتى وصل غلى الأندلس.
كانت الأندلس في ذلك الوقت تتناحر بين امرائها ونزاعات بين حكامها وتمرد على ولاتها إلا انّ عبد الرحمن الداخل إستطاع القضاء على جميع الثورات فيها وأنهى كل تمرد على الحكم الأموي فيها وعندها خضعت له الأندلس كلها ،حاول بعض أمراء الأندلس الثورة عليه عام 143 منهم القاسم بن يوسف الفهري إلا أنّ عبد الرحمن الداخل إستطاع القضاء على الثورة وتثبيت دعائم حكمه وقضى على الثائرين عليه ، وأرسل الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور العلاء بن مغيث الحضرمي للقضاء على عبد الرحمن الداخل ،لكن استطاع عبد الرحمن الدخل من الإنتصار عليه ومن هذه النقطة سمّي بصقر قريش لأنّ الخليفة أبو جعفر المنصور هو من سماه صقر قريش ، وبعدها قام عبد الرحمن الداخل بإنشاء جيش قوي وإهتم أيضاً بالعلم وإهتم كثيراً بالعلماء واهتم بالعمارة حيث أسس المسجد الجامع في مدينة قرطبة وبلغ عدد مساجد قرطبة في عهد الأمير عبد الرحمن 490 مسجداً حيث قال عنه المؤرخون أنه لولا عبد الرحمن الداخل لإنتهى الإسلام في الأندلس ، لم يقل عن نفسه يوماً أنه خليفة للمسلمين بل كان يقول أنّ الخليفة هو من ملك تحت سلطته الحرمين الشريفين ، لم يكن له وزراء بل كان له حاجباً فقط كما فعل أسلافه الخلفاء الأمويين وصك العملة لكن عبد الرحمن الداخل جعل الأندلس قوية وعصية على اعدائها وتركها ارثاً قوياً للمسلمين استمر حوالي 300 سنة بعد موت عبد الرحمن الداخل صقر قريش وامتدت فترة حكمه هو حوالي 34 سنة كاملة أنعش فيها الأندلس بعد أن كانت ضعيفة متناحرة بين أمرائها ،ومات وعمره 59 سنة في قرطبة سنة 172 هجري ودفن فيها.