تعتبر قريش واحدة من أكثر القبائل العربية شهرةً وتأثيراً، فهي التي وُلد منها محمد رسول الإنسانية – صلى الله عليه وسلم -، وهي التي وُلد منها العديد من كبار الشخصيات التاريخيّة على امتداد التاريخ كلّه، وهي التي خرج منها العديد من القادة وعلى رأسهم صحابة رسول الله العظماء – رضوان الله عليهم – جميعاً. ولكن وفي المقابل كانت قريش شديدة العداء لرسول الله محمد ولدعوته الوليدة، فقد آذوه وآذوا من كان معه وأخرجوه من أرضه وموطنه ولم ينصروه وبقيوا على عدائه حتى عندما أسّس دولته واستقّل عنهم، ومن من هنا نرى كيف كانت قريش واحدة من القبائل التي عملت على تغيير مجرى التاريخ وكيف أنّها اكتسبت كل هذه الأهميّة الكبيرة.
قريش تنسب إلى النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. ومن هنا فإنّنا نرى أن أقرب القبائل نسباً لقبيلة قريش هي الفروع الأخرى لقبيلة كنانة، فقريش هي فرع من فروع قبيلة كنانة الكبيرة، ومن ضمن أبرز الفروع الأخرى لقبيلة كنانة، بنو أسد، وقبيلة هذيل، وقبيلة عضل وغيرهم العديد من القبائل.
أمّا سبب تسميتهم بقبيلة قريش فكان هناك العديد من الآراء؛ القول الأوّل وهو أنّ قريش هو النضر بن كنانة، وكان النضر يسمّى قريش الأكبر، وقد قال بهذا القول العديد من المختصين منهم النووي، والرافعي، وأحمد بن حنبل، وابن كثير، وابن اسحاق وغيرهم الكثير، أمّا القول الثاني فقد ربط تسمية قريش بالفهر بن مالك بن النضر بن كنانة، وفهر بن مالك هو قريش الأوسط، وقال بهذا القول عدد آخر من المختصين منهم ابن حزم، وابن عبد البر، وابن بكار، ومصعب الزبيري، أمّا القول الثالث فكان لابن خلدون وهو من جمع بين القولين معاً، وهناك من قال بقول رابع وهو أنّهم سمّوا قريشاً نسبة إلى جدهم قريش بن بدر بن يخلد بن النضر بن كنانة.
سكنت قريش في بداية الأمر في ظاهر مكة، وكانوا متفرقين، إلى أن قام قريش الأصغر أو مجمع قريش وهو قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة.
استمرّ حكم قبيلة قريش بعد وفاة الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم -، فهم من سيطروا على مفاصل الدولة الإسلامية وعلى رأسها بعد وفاته، فكانت الخلافة الراشدة، والدولة الأموية، والدولة العباسية، وحكام بني العباس في مصر، والدولة الإدريسية، والدولة السعدية، وبنو حمود، والمملكة الليبية، والدولة المهدية، والدولة العلوية في المغرب، والدولة الهاشميّة في الأردن.
