عبد الرحمن بن معاوية صقر قريش
هو عبد الرحمن بن معاوية بن هشام الأموي وكنيته أبو مطرف ولقبه صقر قريش، ويعرف في كتب التاريخ باسم عبد الرحمن الداخل كما يعرف في المصادر التاريخيّة الأوروبية باسم عبد الرحمن الأول، ولد عبد الرحمن في سنة 113 للهجرة في بلاد الشام في منطقة يقال لها دير حنا في عهد جده الخليفة هشام بن عبد الملك، وتوفي والده وهو لا يزال طفلاً صغيراً، ونشأ هو وباقي إخوته في قصر الخلافة تحت رعاية وإشراف جده الخليفة هشام، حيث كان جده يفضله عن باقي أحفاده، ويقدّم له الهدايا والعطايا السخية في كل شهر إلى أن توفي في السنة 125 للهجرة.
تلقيب عبد الرحمن بصقر قريش
كان أول من لقّب عبد الرحمن بن معاوية بصقر قريش الخليفة العباسي أبا جعفر المنصور، وكان تقديم الخليفة أبي جعفر هذا اللقب لعبد الرحمن بن معاوية دليلاً واضحاً على تقديره وتمجيده لما صدر عن عبد الرحمن بن معاوية من أفعال عظيمة استطاع من خلالها تحويل بلاد الأندلس إلى أكبر دولة إسلاميّة، بالإضافة إلى تجنيد الجنود وتدوين الدواوين التي ساعدت في استمرار هذه الدولة لثلاثة قرون بعد وفاته، بعد ما حل عليه من ظلم واضطهاد عقب وفاة جده وهربه من الدولة الأمويّة.
قصة هروب صقر قريش
عمل العباسيون على الإطاحة بالخلافة الأمويّة بعد أن ضعفت ووهنت، وعندها قضى العباسيون على جميع من تبقّى من رجال الدولة الأموية خوفاً من النبوءة القديمة التي تقول إنّ فناء الدولة العباسية ستأتي على يد واحد من رجال الدولة الأمويّة الأحرار، وعندما علم عبد الرحمن بقتل العباسيين للأمويين من الرجال فرّ هو وولده وأخواته بعيداً حتى وصل إلى إفريقيا، وحين وصل إلى إفريقيا بقي مختبئاً فيها ومتنقلاً من منطقة إلى أخرى دون أن يفصح عن هويته خوفاً من قتله على يد جنود خليفة إفريقيا، والذي كان يقضي على كل من يصل من الأمويين الهاربين إلى إفريقيا خوفاً من ثورتهم ضده، بعد أن أقام خلافة خاصة به هناك.
دخول صقر قريش للأندلس
تمكن عبد الرحمن بن معاوية من دخول الأندلس في السنة 138 للهجرة، وساعدت الثورات التي قامت في الأندلس على سطوع اسم عبد الرحمن بن معاوية واستلامه زمام أمور الحكم فيها بعد انتصاراته المتتالية على خصومه، واتبع عبد الرحمن نهج الحكم نفسه الذي اتبعه أجداده في عهد الدولة الأموية، حيث ازدهرت الأندلس في عهده وزادت قوتها، وبقي على عرشه حتى توفي في عام 172 للهجرة.