الزواج هو الاقتران وهو آية من آيات الله تبارك وتعالى في الكون، حيث أن الله تبارك وتعالى قال في كتابه الكريم: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة"، فهذه الآية تبين أن الزواج في الإسلام هي آية من آيات الله ونعمة من نعمه تبارك وتعالى، حيث أن الزواج حسب الشريعة يعطي الطمأنينة للنفس ويعود عليها بالسكينة والراحة، والزواج أيضا سنة من سنن أنبياء الله صلوات ربي وسلامه عليهم جميعا، حيث أن رسول الله صلى الله عليه وسلـم كان قد قال في يوم من الأيام مخاطبا بعض الناس الذين عكفوا عن الزواج من أجل التفرغ لطاعة الله تبارك وتعال، فقال المصطفى صلى الله عليه وسلـم: "وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني"، وفي هذا القول لرسول الله صلى الله عليه وسلـم خير شاهد ودليل على أن الزواج من سنن الأنبياء رضوان الله عليهم أجميعين.
أما عن سن الزواج فلم يأت الشرع أبدا بذكر سن للزواج لا يجوز الجواز إلا به؛ فيجوز للذكر أن يقوم بتزوج الأنثى التي تكبره ويجوز له أن يتزوج الأنثى التي تصغره والتي تساويه في العمر ونحو ذلك، وبجوز للمرأة أن تتزوج الرجل الذي يصغرها سنا كما يجوز لها أن تتزوج الرجل الذي يكبرها سنا ونحو ذلك؛ ولكن يجب أن يتوفر قبل ذلك كله ضابط واحد في الرجل والمرأة حتى يصبح جائزا لهم الزواج آنذاك وهو بلوغهما، وقضية البلوغ بين الرجال والنساء في بعض المناطق عن غيرها فمن بلغ من الرجال أو النساء سن الخامسة عشرة فيعد في صفوف البالغين الذين يجوز لهم الزواج في الإسلام، وذلك لأن بلوغ السن الخامس عشر يعد علامة فارقة تدل على البلوغ.
وقد اجتمع العلماء على أنه لا يوجد سن معين يتم تقييد الزواج فيه، ويجوز نكح الصغيرة البالغة في اى سن كان صغيرا أو كبيرا أصغر من الرجل أو أكبر منه، وكذلك الأمر بالنسبة للرجل حيث أنه يجوز له بناءا على ما سبق أن يتزوج المرأة التي تكبره إن أردا أو أن يقوم بالزواج من امرأة تصغره أو تعادله في العمر إنأأراد ذلك، وليس يمنعه شيئ من ذلك طالما توفر فيه الشرط الأساسي للزواج وهو البلوغ.
وأما عن تحديد زواج البنت وهي صغيرة في السن من قبل أبيها فذلك جائزا إن كان قد زوجها بكفؤ، وذلك أن علماء المسلمين قد قالوا وبالإجماع بجواز قيام الأب بتزويج بنته الصغيرة ولكن لا يتحقق الزواج ويصبح امرا واقعا حتى تتم البنت وتصل إلى سن البلوغ، وذلك أن أبا بكر رضي الله عنه قد قام بتزوييج بنته عائشة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلـم وقد كانت صغيرة آنذاك.
