في زماننا ووقتنا هذا أضحينا نلاحظ ظاهرة عزوف شبابنا عن الزواج لما هى اسباب متعدّدة، مثل ما هى اسباب ماديّة، وما هى اسباب نفسيّة والتقدّم التكنولوجي والعولمة، إذ أنّ غلاء المعيشة والبطالة من أهم ما يدفع شبابنا للعزوف عن مشروع الزواج, ومشاغل الحياة. وأصبحنا نلاحظ ظاهرة التعارف عن طريق الإنترنت، فمع تقدّم التكنولوجيا وانتشار الإنترنت بصورة كبيرة وسريعة ظهرت مواقع التعارف الاجتماعي، ومواقع الزواج ومواقع الدردشات الكتابيّة.
مواقع الزواج عن طريق الإنترنت تعتبر وسيلة حديثة للتواصل الاجتماعي في وقتنا الحالي الذّي يتميّز بالسرعة وكثرة العمل والانشغال ممّا يحدّ من العلاقات الاجتماعيّة. تتأرجح هذه المواقع بين مؤيّد ومعارض، وبين المؤيّد والمعارض هناك جمله من الحقائق والدراسات العلميّه المتعلقة بهذه الظاهرة، منها أنّ التعارف والزواج عن طريق الإنترنت غير مكلف إذا ما قارنّاه بالطرق ووسائل التقليدية للتعارف كلأندية والأماكن العامّة.
كما أنّ هذه المواقع مفيدة للأشخاص الخجولين إذ تعطيهم هذه المواقع الفرصة للبوح ما بداخلهم دون خجل والتعبير بصورة أدق عن أنفسه، إذ قام "جون كاتشبيو" من قسم علم النفس في جامعة شيكاغو بعمل دراسة أمريكيّة أثبتت أنّ ثلث المتزوِجين في الولايات المتّحدة الأمريكيّة تعارفوا عن طريق الإنترنت، والباقي تعارفوا بالطرق ووسائل التقليديّة، و أنّ الّذين تعارفوا عن طريق الإنترنت هم أكثر سعادة واستعدادا" للحياة الزوجيّة أكثر من غيرهم.
هناك محاذير ومخاوف من الزواج عن طريق الإنترنت، إذ من الصعب التأكّد من مدى صدق وصحّة المعلومات التي نتلقّاهاعن طريق مواقع التعارف ومواقع الزواج، التي بدورها تؤدّي في أغلب الأوقات إلى التعاسة الزوجيّة أو الانفصال لأنّ ما يكتب أو يقال لا يمثّل الحياة الواقعيّة، لذا نتيجة طبيعيّة لحدوث خلافات ومشاكل وعيوب على أرض الواقع، فكثير ما نسمع في مجتمعاتنا العربية عن قصص وحالات زواج عن طريق الإنترنت دامت لوقت قصير وانتهت بالفشل، و نادراً ما نسمع عن حالات زواج ناجحة في مجتمعاتنا الشرقيّة.
حكم الزواج عن طريق الإنترنت في الإسلام أنّه جائز بشرط أن يكون مضبوطاً بالضوابط الشرعيّة، التّي تحمي الطرفين من الإنجراف في الطريق غير الصحيح وغير السليم، وتضمن الحماية والأمان من الهواة والمستغلّين.