إن طاعة الزوج واجبة، وقد ورد في كثير من الاحاديث النبوية تحثّ المرأة على احترام زوجها وتوقيره، فهو المسؤول عن العائلة الراعي لها، الذي يجب على الجميع من زوجة وأولاد احترامه وطاعته وعدم مخالفته إن لم يامر بمعصية، ومما قاله النبي عليه الصلاة والسلام في وجوب احترام المرأة لزوجها: "لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، ولا تؤدي المرأة حق الله عز وجل عليها كله حتى تؤدي حق زوجها عليها كله حتى لو سألها نفسها وهي على ظهر قتب لأعطته إياه"
ومن مظاهر الاحترام للزوج أن تطيع الزوجة أمر زوجها، خاصة إذا رغب في حقه الجنسي منها، فآخر الحديث ذكر أن المرأة يجب أن تلبي رغبة زوجها فور طلبه، وفي اى حال، وفي هذا إشارة صريحة إلى شدّة احترام الزوج، إلى الحد الذي يمنع تأخير الأمر إلا لمانع قاهر، ومع ذلك على الرجل أن يراعي حالة زوجته الصحية والنفسية، فلا يبادرها بالطلب وهي مريضة أو مرهقة أو غير راغبة، فعليه أن يشعر بذلك، وأن يعاشرها بالمعروف. وينسحب الاحترام أيضاً على رغبات الزوج الأخرى من مأكل ومشرب دون أن يكون ذلك من باب الخدمة، فالمرأة راعية في بيت زوجها تسعى إلى طاعة زوجها، ويجب على الزوج أن يحسن صحبة زوجته ولا يسيء إليها ومن ذلك حفظ بيت الزوج في غيبته، والاستئذان منه حين تريد الخروج في أمر ما أو أن عزمت على عمل ما، وأن تستشيره في كل شيء. ومن مظاهر احترام الزوج أيضا أن تحترم المرأة كلام زوجها، وتقدره إذا تحدث معها أو تحدث مع غيرها بحضورها، وأن تصغي لكلامه إصغاءً جيداً، وتنتبه على ما يقول، وتعطيه نظرها وسمعها، حتى يشعر أن كلامه محط اهتمامها، و أنه يحظى باحترامها وتقديرها، ولعل كثيرا من المشاكل وعيوب التي يعاني من الأزواج، فتؤثر في الاسر يعود أصلها إلى قلة احترام الزوجة لكلام زوجها، أو عدم اعتبار كلامه والاستهزاء به، و أن تشعره بفضله عليها وبقيمته، و ألا تكرر شكواها مما يحزنه أو يغضبه، كأن تشكو ضيق العيش والفقر، وتذكّره بذلك دائما، بل عليها أن تصبر على ذلك، وتخفف من حمل زوجها، و أن تعينه على مصاعب الحياة ومشاقها. وفي احترام المرأة لزوجها فائدة كبيرة للزوجة نفسها، فهذا يجعله يستعظم تقديرها وحبها له، فتعلو قيمتها عنده، تتوثق الصلة بين الزوجين، وتتماسك الأسرة، ويكون كل طرف حريصا على الآخر، ويحاول بشتى الوسائل أن يعجب الطرف الآخر ويرضيه، ويتضمن احترام الزوجة لكلام زوجها ألا تقطع حديثه، فإذا كان هذا من الأدب بين المتحاورين والمتكلمين عامة، فكيف إذا كان بين الزوجين، إذن على الزوجة انتظار نهاية حديث زوجها ثم ترد على كلامه بكل أدب واحترام ودون أن ترفع صوتها، أو تغلف كلماتها نبرة الغضب أو الانزعاج والازدراء، و أن تقدر رأيه مهما كان ولا تستخفّ به و إن كانت لا توافقه، بل تتحدث بأدب وتحاول أن تتحاور معه في ذلك، ولعل ذلك اجمل وافضل و أدنى لإشاعة الحب والاحترام بين الزوجين.
ومن المظاهر أيضاً اهتمام المرأة بجمالها والتزيّن لزوجها، ولم يبح الإسلام التزيّن والتجمل والتعطر إلا للزوج، وعلى ذلك يحسن بالمرأة أن تحرص على أناقتها وجمالها، فلا تقع عين زوجها على ما يسيء له ولها، وأن تظل مبتسمة ناثرة ابتسامتها في كل زوايا البيت، فتدخل بذلك الفرح والسرور والسعادة إلى قلبه، ويزداد تعلقا وصبابة بها، ولعل من ما هى اسباب الطلاق عدم اهتمام المرأة بجمالها في بيتها، فيشعر الرجل أنها لا توليه الاهتمام الكافي، فهي تأخذ وقتاً طويلاً للتزين واختيار اللباس المناسب حين تريد أن تخرج لحضور مناسبة ما أو حين تخرج من البيت، لكنها تهمل ذلك تماما وهي في البيت، وكأن الأمر لا يعنيها، وهذا سبب ومدعاة لأن يبحث الرجل عن حاجته، وقد يكون ذلك بالزواج، فعلى المرأة أن تعي أن حياتها و أسرتها وسعادتها وسعادة زوجها و أولادها غاية ما تريد، ولهذا عليها أن تهتم بهذا الجانب، ولا تغفل عنه.
ولا يمكن أن يُغض الطرف عن دور المرأة في تربية الأبناء والقيام على حاجاتهم، وعدم تركهم وإهمالهم، وهذا مما يسعد الزوج ويجعله يقدر زوجته ويحترمها، فإن أحسّ أنها تربي أولاده تربية إسلامية صحيحة، وترعاهم الرعاية الحقّة فإنه يطمئن وتهدأ نفسه، ويثق باختياره، ويحس بالطمأنينة على مستقبل أولاده وبناته.
