الزواج فريضة وعبادة، نتقرب بها إلى الله، ونحصن أنفسنا من الوقوع في المعاصي ؛ لذلك التيسير في أمر الزواج فريضة شرعية وحاجة إنسانية، ويجب مساعدة الشاب في أن يكمل نصف دينه كما أمر الله -عز وجل-، وذلك من خلال تذليل العقبات التي ممكن من شأنها أن تمنعه من الزواج ؛ لذلك يجب أن نعمل على تسير الزواج، حتى لا يقع الشباب في الفاحشة التي يعاقب الله عليها، ففي الزواج تحصين للفرج والنفس، ومن يعمل على مساعدة الشباب في زواجهم مالياً أو ما شابه، سيكون له أجر عظيم عند الله . الزواج هو النواة التي تتشكل من خلالها الأسرة الطيبةن القائمة على منهاج الله ورسوله -عليه الصلاة والسلام- .
تيسير أمر الزواج لصاحب الدين والخلق: يقول الرسول الكريم: (إذا جاءكم مَن ترضون دينه وخُلقه فزوِّجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض)، الرسول -صلى الله عليه وسلم- يدعوا أمته ألا تعقد الزواج أمام رجل جاء يخطب بنت من بنات المسلمين وألا يكثروا عليه بالمطالب والمهر الغالي، يقول الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- في حديث فيما معناه: (أقلهن مهراً أكثرهن بركة)، فيجب أن نراعي الظروف الاقتصادية التي يعيشها شبابنا، وأن نرأف بحالهم، وتسيير الزواج له الفوائد الكثيرة التي تعود على مجتمعاتنا، حيث تقل معدلات الجريمة من قتل واغتصاب، وغيرها من الجرائم الناتجة عن عدم قدرة الشباب علي الزواج ؛ بسبب كثرة مطالب أهل العروس .
الشباب أعمدة المجتمع ؛ لذلك يجب أن نقف معهم في حياتهم الاجتماعية، ونساعدهم حتى لا يكون عرضة للانحراف، وارتكاب ما حرم الله من معاص، فالشباب قنبلة متفجرة، فإما أن نرعاه، ونحقق طموحه وفق منهج الله، وإما سيكون الشباب أحد ما هى اسباب دمار هذه الأمة .
الإسلام حث بل وطالب بتيسير الزواج كما قلنا، فتيسير الزواج يعود بالمنفعة على الشاب وعلى الفتاة، خاطئ من يعتقد أن الفتاة لا تتأثر بالعراقيل التي يضعها أهلها أمام العريس الذي تقدم إلى خطبتها، بل العكس تماماً الفتاة أكثر تأثراً وعرضة لارتكاب الفواحش من الشاب، وجريمة الفتاة في مجتمعاتنا مهما كانت صغيرة لا تغتفر، وتبقى وصمة عار تلاحق عائلاتها، وذلك عكس الشاب ؛ لذلك الرسول -صلى الله عليه وسلم- عندما حثنا على الزواج هو أعلم بحالنا، وما من عبادة تعبدها الفتاة لربها أعظم من أن تعف الشباب بستر مفاتنها .
النكاح من أهداف الدين العظيمة ؛ وذلك لما فيه من إحصان الفرج، وتكثير النسل، وبناء الأسرة التي هي اللبنة الأولى في المجتمع، ولذا ورد الأمر بالنكاح والزواج في كثير من الأحاديث، ومن ذلك قوله -عليه الصلاة والسلام- : (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج)، كما حث النبي -صلى الله عليه وسلم- على تيسير الزواج، وعدم المغالاة في المهور، فإن أعظم النكاح أيسره .
ولا شك أن في المغالاة في المهور مفاسد ومضار عظيمة، منها: انتشار العنوسة بين الجنسين، ولا يخفى ما في ذلك من فساد على المجتمع، حيث يتجه الشباب من الجنسين لقضاء شهواتهم بطرق ووسائل غير مشروعة، فيكون مضرة بهم وبمجتمعهم وأمتهم .