يعتبر الماء من أهم عوامل الحياة على سطح الأرض، وبدونه لا يمكن أن تكون هناك حياة قائمة. فهو يدخل في تركيب جميع المواد الحية، وهو أساس حياة النبات ونموه. كما ويدخل في تركيب المواد غير العضوية، وله دور كبير في تغيير خصائص المواد. ويعتبر الماء مذيب جيد لكثير من المواد. والماء وسط تعيش فيه الكثير من الكائنات الحية، في البحار والمحيطات والأنهار. ويشكل الماء في جسم الإنسان ما نسبته 70%، مما يجعله من مكونات الجسم الأساسية، لضمان الحياة والنمو.
يوجد الماء في الطبيعة بأشكال مختلفة، فيوجد الماء على شكل سائل، كما في البحار والمحيطات والأنهار والمياه الجوفية، وهي حالة الماء الطبيعية، عندما تكون درجة الحرارة أكبر من 0، وهي درجة التجمد، وأقل من درجة تبخره. ويكون الماء على شكل جليد أو ثلج، كالجليد الموجود في القطبين الشمالي والجنوبي، ويصبح الماء ثلج أو جليد عندما تقل درجة حرارته عن 0 المئوية. كما ويوجد الماء على شكل بخار، عندما ترتفع درجة الحرارة، ويبدأ الماء بالتحول من الحالة السائلة إلى الغازية، وعندما يتبخر الماء تقل كثافته، وتصبح أقل من كثافة الهواء، فيبدأ بالتصاعد للأعلى، ويوجد الماء المتبخر من الأرض، في طبقات الجو المرتفعة، ذات درجة الحرارة المتدنية.
تصف دورة الماء على الأرض، حركة الماء وتحولاته المختلفة على الأرض، سواء كان بداخلها، أو على سطحها، أو كان في طبقات الجو العالية. ولا يوجد نقطة بداية معينة لدورة الماء ، لأنها تشكل حلقة مغلقة، وعمليات وحركة مستمرة ومتكررة. ولكن عادة يتم بدأ دورة المياة، من المياه السطحية على الأرض، والتي توجد على شكل سائل في المحيطات والبحار والأنهار، وعلى شكل جليد كما في القطبين. تعمل حرارة الجو على تبخر المياه من سطح الأرض، فتتحول من الحالة السائلة أو الصلبة، إلى الحالة الغازية مكونة بخار الماء، والذي يتبخر في الجو، ويبدأ في التصاعد، إلى أن يصل الى طبقات الجو العليا الباردة. فتعمل الحرارة المنخفضة في هذه الطبقات، على إعادة تكوين الماء بتكثيفه وتحويلة من البخار إلى سحاب، وتبدأ قطرات الماء بالنمو في السحب، وبسبب حركة التيارات الهوائية الباردة، التي تنقل السحاب من مكان إلى آخر على سطح الكرة الأرضية، تتجمع السحب وينزل المطر على شكل قطرات على سطح الأرض. وبتجمع المطر الساقط تتشكل السيول التي تغذي الأنهار، والتي تصب في البحار والمحيطات، فترجع مرة أخرى إلى مصادر تبخرها. كما ويذهب جزء من ماء المطر المتساقط، إلى باطن الأرض مكونا المياه الجوفية، التي تعد أحد مصادر المياه للإنسان. ويعيد الماء دورته من جديد بالتبخر ثم النزول على شكل أمطار.