البحث أو البحث العلمي كما يسمى هو الأسلوب الذي يتبعه الباحث بغية الوصول إلى نتيجة معينة، بحيث تكون هذه النتيجة في العادة إثباتاً لصحة فرضية افتراضها هو، ومن هذا التعريف ومعنى يظهر ان البحث العلمي هو السبيل الوحيد لإثراء العلوم من مختلف المجالات وفي جميع أنحاء العالم. يتّسم البحث العلمي بالتنظيم الشديد والمنهجية الرائعة التي توصل الباحث إلى هدفه المنشود الذي يسعى وراءه من خلال بحثه والمعلومات التي يبحث عنها ومن خلال التنقيب في الكتب والمراجع والموسوعات وعلى شبكة الإنترنت ومن خلال سؤال المختصين عمّا يحيره وما أشكل عليه من أمور لم يستطع فهمها أو عجز عن الوصول إليها.
من أهم الصفات التي يتوجب على من يتبع البحث العلمي كطريقة للوصول بها إلى هدفه، أنه يتوجب عليه أن يتحلّى بالصبر والجد والاجتهاد والأمانة العلمية في النقل وعدم الاجتزاء على مبدأ " و لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ " كذلك يتوجب عليه أن يكون محايداً وغير متحيز، فأي خلل يتضح مباشرة ويضعف من قيمة البحث ومن الباحث، حتى ولو كانت الفرضية صحيحة ومنطقية.
من أهم المشاكل وعيوب التي تواجه البحث العلمي في عالمنا العربي بشكل خاص وفي العالم بشكل عام فإن الباحث يفترض مسبقاً صحة فرضية، بل ويكون مقتنعا بصحتها، وهذا النوع من الأساليب يكثر بشكل كبير في البحوث التي تتعلق بمجالات العلوم الإنسانية أكثر من البحوث المتعلقة بالمجالات العلمية، وهذه القناعة المسبقة تنعكس بشكل سلبي على البحث العلمي، حيث يبحث الباحث فقط عما يدعم هذه الفرضية دون الإكتراث بوجهة النظر الأخرى ودون وجود أدنى احتمالية لصحتها لديه، مما قد يوقع الباحث في المحظور وهو الاجتزاء والبعد عن الحيادية وغيرها من محظورات البحث العلمي.
يبدأ البحث العلمي أولاً بوجود تساءل في مجال معين، يضطر الباحث إلى السعي وراء إثبات صحته من خطأه، فالعقول الناقدة القادرة على طرح التساؤلات هي الأفدر على إجراء البحوث العلمية أكثر من غيرها التي استسلمت للواقع، ثم بعد ذلك تبدأ مرحلة جمع البيانات من المصادر المختلفة ثم يطرح التساؤل ويوضح وتوضح مبررات البحث، بعد ذلك تجري عملية دراسة البيانات وتحليلها مع الأخذ بعين الاعتبار اجراء المقارنات لجميع الفرضيات الأخرى - إن وجدت – على فرض أن كل واحدة منها هي الصحيحة، ثم تدرس النتائج ويتم استنباط النتيجة من النتائج المتوصل إليها نتيجة البحث العلمي، ثم يكتب كامل البحث العلمي ويصاغ ليقدّم بصورته النهائية.