يحب الإنسان دوماً الإستئناس بتربية الحيوانات الأليفة في منزله ، حيث أننا نجد البعض يقتني قطة والبعض يقوم بتربية الحمام أو العصافير ، كما أن البعض يقتني كلباً ، أما الكلب فلا بشترط أن يقتنيه صاحبه كهواية لإقتناء الحيوانات الأليفة ، حيث أن الكلاب تستخدم للعديد من الأغراض ، مثل الحراسة والإهتمام ببعض الأمور في المنزل أو حديقة المنزل ، لهذا السبب اختلف الناس في مسألة تربية الكلاب، كما نعلم فإن الكلاب من الحيوانات المؤذية في بعض الأحيان لذلك يجب أن توخى الشخص المربي للكلاب الحذر الشديد عند تربيته للكلاب في منزله ، وخصوصاً إذا كان المنزل به أطفال صغار السن ، أو أشخاص كبار السن كالعجزة .
اتفق جمهور العلماء على تحريم اقتناء الكلب من أجل التربية في المنزل أو خارجه ، ولكن تم جواز ذلك في حالة أن تكون التربية لسببن رئيسيين لا نقاش فيهم ، وهما الصيد والحراسة ، حيث أن الصياد يحتاج إلى الكلب من أجل الحراسة ، كما أن راعي الغنم يحتاج الكلب من أجل حماية نفسه وحماية القطيع من الذئاب ، كما أن أصحاب المنازل الكبيرةقد يحتاجوا الكلب من أجل حراسة المنزل أثناء غياب أو نوم أهل البيت ، حيث يتم تدريب الكلب على أن ينبح كلما اقترب شخص غريب من المنزل أو حاول دخوله ، وفي هذه الحالة يأتي أصحاب المنزل ويستيقظون على صوت صراخ الكلب ، هذه هي الحالات التي أحل فيه الشارع الإسلامي تربية الكلاب ، كما أن الأحاديث المنقولة عن تحريم الرسول لتربية الكلاب كثيرة والتي من أهمها ، فعن قول أبو هريرة " رضي الله عنه " على لسان الرسول " صلى الله عليه وسلم " ( من أمسك كلباً فإنه ينقص كل يوم من عمله قيراطاً إلا كلب حرث أو ماشية ) ، كما أن علي بن أبي طالب نقل عن الرسول قوله ( لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب أو صورة ) ، لذلك ظهرت من هنا حرمة تربية الكلاب .
ويعود المرجح في تحريم تربية الكلاب أن الكلاب حيوانات نجسة ، كما أنها حيوانات ضارة ومفترسة في بعض الأحيان ، ومن الممكن أن تقوم بإيذاء صاحبها ، وللأسف في يومنا هذا نرى الكثير من الأشخاص يقتنون الكلاب كما يقتنون القطط ، ولا يهتمون إلى حرمانية الأمر أو إلى أحاديث الرسول حول هذا الأمر . البعض يقوم باقتناء الكلب من أجل أعمال السيرك ، هذا الأمر لم يرد فيه تحريم ، شرط أن يربى الكلب بعيداً عن المنزل مع بقية الحيوانات في الإصطبل ، كما أن الكلب في هذه الحالة لا يدخل إلى المنزل ويكون مصدر رزق لصاحبه، وفي النهاية يمكن أن نقول بأن الشخص بمكانه أن يستبدل الكلب بتربية قطة صغيرة مثلاً ، فلم يرد ذكر أي تحريم على تربية القطط في المنزل، كما أن القطة ألطف من الكلب وأقل ضرراً .